لا يمكن اعتبار التدخل العسكري الروسي المباشر الحالي في سوريا جديدا بل انطلق مند انطلاق الأزمة السورية عقب ما سمي حينها الربيع العربي مع ثورة الشعب السوري.
ومن المعلوم أن هناك عدة علاقات استراتيجية تجمع الروس بسوريا بما فيها تلك المتعلقة بالدفاع المشترك, وهي ليست جديدة بل تم إبرامها في زمن حافظ الأسد, وبالتالي كل المصالح الروسية على واجهة البحر الأبيض المتوسط .
ويأتي التدخل العسكري الروسي المباشر في هذا الإطار و بناء على طلب تقدمت به الحكومة السورية التي على ما يبدو قررت التعامل الحاسم مع الوضع الغير المستقر في عدد من المناطق والمحافظات السورية. خاصة و أن عددا من دول العالم التي كانت تمركز نفسها في خندق المعارض للنظام السوري بدأت تقر أن لا حل في هذا البلد دون مشاركة النظام السوري القائم, وهو على ما يبدو ما حدا بروسيا على الإقدام على هذا التدخل المباشر والذي لا يتحدد فقط في الضربات الجوية بل يتعداه إلى مشاركات ميدانية ودعم مسلح وما إلى ذلك.
وضع كهذا لابد أن يولد مواقف دولية بين مؤيد ومعارض, لكن أغرب هذه المواقف ما ذهبت إليه واشنطن عندما عبرت عن حزنها لاستهداف الطيران الروسي المدنيين السوريين, ومصدر هذا الإستغراب هو متى كانت فعلا أمريكا تراعي أرواح المدنيين وهذا العراق شاهد وفلسطين شاهدة ولبنان شاهدة وسوريا شاهدة عن طريق ما تحضى به الجماعات المسلحة من دعم وتسليح وتأييد بمباركة أمريكية .
ومهما يكن فمواقف من هذا القبيل تعكس خبايا الأوراق السياسية القذرة التي تهيكلها المصالح الخبيثة, فما كانت لروسيا لتضع قدميها هناك دون مباركة أمريكية, وما كانت أمريكا لتبيد العراق وتغزو افغانستان لولا المباركة الروسية, وبين هذا وذاك يبقى المدنيون ومصير الأمة ضمن واقع ومستقبل مجهولين إلى أن …
محمد الحافظ /أصداء المغرب العربي