فيما لم تحصل الحركة الشعبية الا على مقعدين يتيمين في جهتي شمال وشرق المغرب من أصل 52 مقعد مخصص لهاتين الجهتين الشاسعتين.
مصيبة الحركة الشعبية عظيمة، وتصبح المصيبة أعظم، أمام كل من يحاول أن يغطي الشمس بغربال امحند العنصر، بشأن الاندحار الحقيقي لهذا الحزب الذي بدأ يموت بموت مؤسسه أحرضان، إذ لم تتمكن الحركة الشعبية من الظفر بمقعد برلماني واحد في منطقة الصحراء المغربية كلها.
اندحر العنصر في الجهات الصحراوية الثلاث، بل أكثر من ذلك والأسوأ انه انطلاقا من أكادير نزولاً الى الداخلة، كانت نتيجة السنبلة الجفاف التام.
صفر مقعد برلماني من أكادير الى الداخلة مرورا بالدوائر الـ17 التالية: اكادير اداوتنان، إنزكان ايت ملول، اشتوكة أيت بها، تارودانت الشمالية وتارودانت الجنوبية، تيزنيت، طاطا، اكلميم، أسا الزاك، طانطان، سيدي افني، العيون، بوجدور، طرفاية، السمارة، وادي الذهب، وأوسرد.
كما كانت نتيجة الحركية الشعبية، أيضاً مخيبة بخروجها من المدن الكبرى بخفي حنين، لولا المقعد الذي أهداه السنتيسي لابنته في سلا ومقعد الدخش في الرباط المحيط، فلا أثر للسنبلة في الحواضر الكبرى كالدار البيضاء بدوائرها الثمانية وطنجة ومراكش وأكادير وفاس.
باتت الحركة الشعبية أشبه بحزب جهوي، ينحصر في الأطالس، في الشعاب والمداشر وبين الجبال. لا عيب في هذه الأماكن وإنما العيب في سوء التدبير، وإهمال الكفاءات.