ربما شكل التدخل الروسي المباشر في سوريا صدمة لأمريكا وحلفائها الغربيين والعرب, ومبعث الصدمة ليس فقط الاكتساح الروسي لمواقع داعش وغير داعش, لكن للجدية التي تتعامل معها روسيا ضد مواطن التطرف في سوريا مما جعل الرأي العام العالمي يدرك أن أمريكا أبدا لم تكن جادة في التعامل مع ملف الإرهاب في سوريا بل كانت مدعمة له يشكل أو بآخر.
وهدا على ما يبدو ما وضع أمريكا في موقف تولدت عنه العديد من المواقف الباعثة على السخرية من ذلك على سبيل المثال لا الحصر اتهام سلاح الجو الروسي باستهداف المدنيين, واتهامه كدلك بخرق المجال الجوي التركي, ودعمه لبشار الأسد.
كلها مواقف مثيرة للغرابة والإستغراب خاصة إدا علمنا أن أمريكا لم تهتم أبدا باستهداف المدنيين و أكبر دليل على دلك هو ما حدث إبان غزو العراق و غزو إسرائيل لجنوب لبنان وقطاع غزة, أما عن خرق أجواء تركيا فإن إسرائيل خرقت مرارا وتكرارا الاجواء السورية وقصفت أرتالا من الجيش السوري, وعن دعم بشار الأسد فلم تخف روسيا يوما منذ انطلاق الأزمة في سوريا دعمها للشرعية في سوريا.
أما وقد لاحت بوادر أزمة أمريكا وحلفائها, لجأ هدا الحلف إلى توظيف أطروحة الجهاد لتأليب الرأي العام الإسلامي على الروس في استحضار للمشهد الأفغاني لكن هذا لن ينجح في سوريا لكون طبيعة الصراع هناك تختلف .
لكن ما يثير الإنتباه أن هناك عدة منظمات إسلامية بما فيها الإخوان المسلمون أعلنت الجهاد ضد روسيا, في الوقت الذي صرفت فيه النظر عما يجري ويدور في القدس من تهويد وطمس المعالم وكأن الأمر لا يهمها…