يعرفه حاليا العرائشيون ببرج اللقلاق لكون اللقلاق هذا الطائر الوفي حوله إلى عش له و لصغاره. برج اللقلاق هذا كان إسمه برج النصر كناية على الهزيمة النكراء التي ألحقها المغاربة بالبرتغال، و نظرا لأهمية الحدث العسكري ذاك شيد احمد المنصور الذهبي ذاك البرج ليخلد به ذاك الانتصار على أعتى قوة استعمارية في زمانها وهي البرتغال.
لكن وعلى غير ما تشتهيه السفن، حولت رياح الزمان ومعها سياسات الاهمال هذا البرج إلى برج اللقالق، فتداعت جنباته و تلاشت واجهته دون أن يحرك القائمون على أمور الاثار ساكنا ليهبوا إلى ترميمه و الحفاظ على هويته ورمزيته و وزنه التاريخي و الثقافي للبلاد.
إن المعالم التاريخية هي جزء من هوية الوطن، والحفاظ عليها وصيانتها واجب وطني صرف و إحدى دعامات الحفاظ على الحضارة و قياس حجمها التأثيري في الحضارة الإنسانية ككل، من هنا يتساءل الكثيرون من العرائشيين وغيرهم عن سر غياب وزارة الثقافة ومصالح الاثار عن ترميم هذا البرج الذي رغم التفريط و اللامبالاة يقف صامدا ثابتا يدلل على حقبة لايمكن ان نستخلص منها سوى معالم مجد أمة وقفت ندا لند أمام القوى الغازية المستعمرة دفاعا عن هويتها و بقائها وحضارتها…