أبو أسامة
لم تجد إسرائيل من الفرص السانحة لوأد القضية الفلسطينية كما وجدتها حاليا في الواقع العربي المتشرذم و الدعم الأمريكي اللامتناهي مع الإدارة الجديدة. وفي هذا السياق تأتي الزيارة التي يقوم بها رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي إلى أمريكا.
إسرائيل حكمت نهائيا بالإجهاز على مشروع الدولة الفلسطينية بحدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية فيما كان يعرف بالمبادرة العربية التي علقت عليها إسرائيل في حينها أنها لا تساوي قيمة المداد الذي كتبت به. وترى أن إسرائيل يناسبها الظرف الحالي الذي يعيشه العالم العربي الذي أنتجه مخطط الربيع العربي الذي أجهز على العراق و على سوريا وولد الوضع الغير المستقر في مصر وليبيا، ناهيك عن الحماسة التي أبان عليها الرئيس الامريكي دونالد ترامب في التأشير على سياسة الاستيطان والعزم على نقل السفارة الامريكية إلى القدس.
وقد ذهبت إسرائيل إلى استثمار العطف و الحنان الترامبي بالمطالبة بالاعتراف بحقها اللامشروط في الجولان. ولتحقق إسرائيل تطلعاتها أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الاسرائيلية على خلق لجنة عمل لتصفية الأجواء في المنطقة بما يفيد إدخال مشروع التحالف الاسرائيلي مع بعض الدول العربية إلى حيز التنفيذ.
هذا التحالف ينطلق من كون العدو المشترك لإسرائيل و تلك الدول العربية هو إيران وهذا ما يفسر خلفيات الحملات الشعواء التي يقودها ترامب على إيران.
إيران من جهتها أدركت الهدف المرسوم فبادرت إلى تنظيم المؤتمر العربي لدعم القضية الفلسطينية وهو المؤتمر الذي يسعى منظموه إلى إرجاع بوصلة الإهتمام بالقضية الفلسطينية بصفتها القضية المركزية للأمة…