لم يكن من المتوقع أن ينشر حزب “الكتاب” غسيل أوراقه أمام الخصوم في قبة البرلمان بعد الصراعات الداخلية الأخيرة بين نبيل بنعبد الله وبعض قيادات الحزب، حيث أقدمت المجموعة النيابية لفريق التقدم والاشتراكية بطرح سؤال كتابي محرج موجه إلى زميلهم بنفس الحزب وزير الصحة “الحسين الوردي” حول وضعية مختبر التحليلات الطبية “ابن سينا” الرباط، معرضين هذا الأخير للمساءلة أمام العموم بخلاف ما جرت العادة في الأحزاب بحماية ظهر القيادي الذي يعيش مأزق معين.
ففي ذات السياق وجه النائب البرلماني رشيد حموني، البرلماني عن مجموعة التقدم والاشتراكية، سؤالا كتابيا إلى وزير الصحة حول وضعية المختبر السالف الذكر وذلك بعد تشكيل لجنة تفتيش خاصة، مشيرا إلى أن ذلك جاء “بعد تلقي الوزارة العديد من الشكايات من مواطنين أكدوا تعرضهم للابتزاز عند إجراء الفحوصات الطبية، من خلال مضاعفة أسعار التحليلات، بالإضافة إلى العديد من الممارسات غير القانونية” حسب وثيقة السؤال النيابي التي تتوفر صحيفة “أصداء المغرب العربي” على نسخة منها.
وأضاف المصدر ذاته أنه “تم اكتشاف استعمال المختبر لمستلزمات طبية منتهية الصلاحية، وهو ما يعتبر تهديدا لحياة المواطنين” دون الحديث عن زيادات بنسبة 50 % على التعريفة المتعادة دون فوترتها مما يدع مجالا للريبة والشك حيال سر هذه التجاوزات التي جعلت “الوردي” يتعرض لنيران صديقة.
وهي مؤشرات تبين أن المشهد السياسي المغربي يعرف نوع من السطحية أو انسياق وراء التشنجات بين الفرقاء السياسيين، سواء من داخل الأغلبية الحزبية أو في علاقة هذه الأخيرة بالمعارضة، مما يحدث جوا سياسيا لا علاقة له بالسجالات الطبيعية التي تواكب كل تعايش ديمقراطي سليم لخدمة المواطن كضرورة أولى، وليس الإفصاح عنها بسبب خلافات خاصة.