هناك كان الميلاد والنشأة لما راق للأمريكان أن يسموه الربيع العربي, من هناك من تونس الخضراء انطلقت الشرارة الاولى عندما هب الشعب التونسي اعتقادا أو توهما منه أنه ثائر في وجه الجبروت والديكتاتورية حالما بغد الديمقراطية وضنع المستقبل الزاهر, لكنه على ما يبدو تناسى أن هناك وراء الستار من يحدد معالم ذلك الغد على المقاس, لا على مقاس سعادة الشعب التونسي لكن على مقاس اعتماد المصالح الكبرى والصغرى.
عندما صعد الاسلاميون للحكم كان ذلك بمثابة جبر الخواطر لأن من دعامات الربيع العربي بالسيناريو الامريكي ايصال الاسلاميين إلى الحكم والعمل على إفشالهم, ففشلوا في تونس وصعد التيقنوقراط لكن لا جديد على معالم الحياة التونسية في مجملها, الفقر هو هو والضيق الحال هو هو لكن ياريت أن يستقر الحال على هكذا أوضاع, بل أصبحت تونس تتحول شيئا فشيئا إلى حلبة للإنفجارات التي تأتي على أرواح الابرياء وترسم في معالم أهدافها ضرب مقومات الاستقرار الذي كانت دائما تونس تفخر به حتى في أعتى أزمنة الحكم الديكتاتوري.
ربما بات الان من الضروري الدخول في مرحلى التقييم, تقييم الوضع في تونس, ورسم معالم المستقبل الغامض الذي ترسم معالمه من طرف قوى خارجية لا نعرف ما الذي تنتظره من تونس وفيما يقلقها لو استقرت الاوضاع في ذاك القطر المغاربي الفقير؟
كل سؤال يرسل إلى جحيم من التيه وسط الاجابات المتناقضة, من الضارب هذه المرة بقوة في تونس؟ هل هي القاعدة؟ وحتى لو كانت القاعدة يبدو الأمر أكثر تعقيدا عندما يدرك من يهمهم الأمر من هي القاعدة؟؟؟
هي إذن مقرمات ربيع ولد باسم عربي في تونس ليتحول مع الايام وبقدرة محططين إلى ربيع دموي,فإلى متى يا صناع القرار؟؟؟