تونس تتسلم جائزة نوبل عندما تبلغ سخرية الغرب مداها

 

يجيد الغرب كل شيء, ولعل هذا مصدر تفوقه وإحكام سيطرته على العالم وبخاصة العالم العربي.

والتاريخ يشهد بذلك عبر كل المحطات, فهو من استعمر البلدان العربية ونهب خيراتها وعمل جاهدا على إضعافها واستعبادها اقتصاديا وثقافيا, بل نجد على سبيل المثال لا الحصر أن فرنسا القوة الإستعمارية رفضت تقديم مجرد اعتذار للجزائر على جرائمها وعلى قتل مليون جرائري, وإسبانيا هي الأخرى رفضت ذات الإعتذار للمغرب على جرائم الريف وعلى ما استخدمته من أسلحة محضورة.

واليوم يطلع علينا الغرب بنكتة جائزة نوبل التي منحها لتونس موهما الشعوب العربية أن تونس هي نمودج البلاد التي نجحت فيها الثورة و أصبح الشعب التونسي ينعم بالرفاه والديمقراطية, ونكتة كهاته بادية الخبايا ولا يمكن أن تنطلي على من يعرف خبايا أمور السياسة الغربية و أبعادها و أهدافها.

الكل يعلم أن “الربيع العربي” هو أداة استخدمها الغرب لإعادة هيكلة الخريطة العالمية بما يخدم مصالحه, تلك المصالح التي فرضت عليه التضحية ببنعلي التونسي ومبارك المصري لتصفية الحساب مع القذافي وبعده بشار الأسد واللائحة تضم حزب الله و إيران والعراق واليمن, لكن عندما تبين للغرب أن طموحه هذا أكبر من التحقق بعد رفض الروس والصين الانخراط فيه راحوا يتوجون تونس لذر الرماد غي العيون, فهل كانت تونس ستتوج بجائز نوبل لو كانت بلد نفط أو غاز؟ أبدا البتة. وهاهي ليبيا شاهدة على هذا بعد أن حالت أطماع الشركات العالمية الكبرى للنفط والغاز دون استقرار الأوضاع في هذا القطر المجاور للبلد المتوج بجائزة نوبل.

أبدا لم يكن الغرب مهتما باستقرار دولة عربية كيفما كانت, وأبدا لم يكن حافلا بأن تتمتع الشعوب العربية بالديمقراطية, كل همه ملاحقة مصالحه حيثما وجدت واستخدام الفوضى الخلاقة من أجل تأمينها, أما تتويج تونس بجائزة نوبل فهو سيناريو ممسوخ ولعبة سياسية الهدف منها تلميع الوجه الغربي القذر ليس إلا…