هي تونس, بلد استقطب اهتمام العالم كله عندما هب كل الشعب التونسي ثائرا ضد نظام بنعلي, ليشكل ذاك الحدث انظلاقة شرارة ما سمته أمريكا “الربيع العربي” لتتولى أحداث و أحداث, تسقظ أنظمة وتصعد أخرى, وتخرب بنى تحتية وتزهق أرواح و أرواح, ويدخل العالم العربي قاطبة في دوامة لا عهد له بها في التاريخ.
تونس هذا البلد المغاربي, عرف بدوره العديد من الهزات السياسية والأمنية, كما عرف أكبر هجرة للجهاديين المقاتلين إلى سوريا والعراق, ليجد نفسه هو الاخر هدفا للإرهاب من خلال اغتيال قياديين سياسيين واستهداف المرافق السياحية كان اخرها واقعة سوسة, وليدرك الساسة التونسيون أنهم متواجدين في نفس خندق مقاومة الارهاب إلى جانب كل من العراق وسوريا ولبنان مما جعلهم يعيدون العلاقة الدبلوماسية مع سوريا ليتبين للقاصي والداني أن العداء للنظام السوري إنما هو عداء يلبس رداء الثورة الشعبية و أن واقع الأمر يتعلق بمؤامرة أكبر من مجرد حراك شعبي يثوق إلى حياة ديمقراطية.والظاهر أن الخطوة التونسية هاته لقيت ترحابا شعبيا منقطع النظير, في حين عارضته المعارضة التونسية بشدة.
ذات الخطوة أقبلت عليها الجمهورية المصرية مما جعل العديد من المتتبعين في تقييمهم للخطوة التونسية هاته بأن هناك صحوة سياسية عربية تدرك إلى أبعد مدى أن وراء مشروع “الربيع العربي” مخطط يستهدف الأمة في وحدتها و مقدراتها…