جامعيون وباحثون في الرباط: أصل اللغة موضوع خلاف عميق وتطورها الأحيائي مفاجئ.

الرباط / عتيقة بنغاء
 انطلقت  الأربعاء الماضي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، بتنسيق مع ماستر المعالجة الآلية للغة العامة واللغات الخاصة بشعبة اللغة العربية وآدابها، وبشراكة مع الجمعية المغربية للبحث اللساني أولى محاضراتها الافتتاحية  في اللسانيات من تنسيق الأستاذ عثمان احمياني باستضافة الدكتور محمد بلبول، لإلقاء محاضرة بعنوان: “طروحات حول اللسانيات وقضية  أصل اللغة”
وفي كلمة لمستشار الجمعية المغربية للبحث اللساني أبدى الأستاذ الدكتور محمد الرحالي استعداد الجمعية لإنعاش الأنشطة اللسانية بالجامعات المغربية، معربا عن سعادته في المشاركة بهذا النشاط.
وفي تصريح للسيدة عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالنيابة الأستاذة الدكتورة ليلى منير أبانت عن اهتمامها الكبير بهذا النشاط العلمي الذي يستضيف أحد أبناء الكلية البررة الدكتور محمد بلبول، مشيدة بأنشطة ماستر المعالجة الآلية للغة، وبالشراكة مع الجمعية المغربية للبحث اللساني التي تضم صفوة الباحثين في المجال.
وفي رسالة من شعبة اللغة العربية هنأ الأستاذ بوبكر المنور بالنيابة عن الأستاذة الدكتورة زهور كرام رئيسة الشعبة بالنيابة الجهات المنظمة للنشاط المتميز مؤكدا أن الأنشطة العلمية الموازية جزء لا يتجزأ من التكوين البيداغوجي والعلمي وزاد مشيدا بالمبادرة الطيبة للالتفات إلى أعلام الكلية واستضافتهم.
في هذا السياق لاحظ الدكتور محمد بلبول أن استعمال الكلمات في اللغات البشرية يكاد يقتصر في جانب كبير منه على الماضي القريب جدا، أو على المستقبل القريب جدا، وشبه المحاضر ذلك بما يقوم به المذيع أو الواصف الرياضي حين يتحدث عن مقابلة رياضية، فهو لا يتكلم عما يجري آنيا أمامه.
واستشهد الأستاذ المحاضر بمقولة تشومسكي كون اللغة البشرية متحررة من الانتقائية.
ووسط حضور الأساتذة المؤطرين لماستر المعالجة الآلية للغة العامة واللغات الخاصة، والطلاب والباحثين  أمس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، أوضح الدكتور بلبول أن تقدم التكنولوجيا وتطور الحقول المعرفية وراء انبثاق مفاجئ للغة وخاصة الظفرة الاحيائية (البيولوجية)، في وقت لم يتم الحسم في أصل اللغة أساسا، كما قالت عميدة الكلية الدكتورة ليلى منير إن التفكير في أصل اللغة يبقى عميقا.
ووعد الأستاذ عثمان أحمياني الطلاب بانهم سيكون لهم موعد مع محاضرة أخرى كل شهر، ومع محاضرين جدد.
علاقة بموضوع أصل اللغة البشرية، فقد حير تأصيلها العلماء المحدثين كما حير أيضا العلماء القدماء، وهو ما تطرق إليه ابن جني، في كتابه الخصائص، أن أصل اللغة لا يخلو من ثنائية التوقيف والاصطلاح، فهو يميل إلى كون اللغة اصطلاحا من صنع البشر،  خلاف ابن فارس الذي يقر  بأنها إلهام ووحي.
بخصوص ماستر المعالجة الآلية للغة العامة واللغات الخاصة الذي يعتبر في حد ذاته دراسة للقضايا اللسانية الحاسوبية، قالت الدكتورة حكيمة الخمار إن أهداف هذا الماستر تتمثل في معالجة قضايا لغوية على مستويات عدة، ولم تستثن منها معالجة التراث وصفا ودراسة،  وبرمجية اللغة العربية.
وتتحقق هذه الغاية العلمية بتنسيق الفريق البيداغوجي للماستر في اسم الدكتور عثمان أحمياني مع مجموعة من الأساتذة من داخل الكلية ومن خارجها أيضا، من قبيل الاستعانة بخبرات أساتذة من المدرسة المحمدية للمهندسين وزملاء لهم آخرين من معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، وأساتذة من كليات آخرى مثل كلية ابن طفيل بالقنيطرة، وهذا ما  يبين القيمة العلمية، اللسانية والبيداغوجية لهذا الماستر، سيما وأنه برمج مواد لغوية محضة وحاسوبية من قبيل المعالجة الآلية للغة العربية  والبرمجيات وعلم المصطلح المحوسب والترجمة الآلية..