يعتبر يوم 31 مارس 1918 يوما للإبادة الجماعية للأذربيجانيين، وهو ذكرى المذبحة الدمويةالتي تعرض لها الشعب الأذربيجاني، من طرف الوحدات العسكرية المسلحة المكونة من البلاشفة،والطشناقيين الأرمن القوميين.
وقد استمرت عملية القتل الهمجية طيلة شهري مارس وأبريل من العام 1918، حيث قُتل عشرات الآلاف من المدنيين منهم العجائز والنساء والأطفال في العاصمة الأذربيجانية باكو، وكنجه وقوبا وشاماخيوخاجمازولانكرانوحاجيقبول والعشرات من المدن والبلدات الأخرى في مقاطعة باكو، بسبب انتمائهم العرقي والديني،ودُمرت المستوطنات والمعالم الثقافية والمساجد والمقابر، وواصل القوميون الأرمن، الذين أصبحوا أكثر فسادًا، أعمالهم غير الإنسانية، وارتكبوا مذابح فضيعة ونهبوا ممتلكات الشعب الأذربيجاني و قاموا بتطهير عرقي في مناطق كاراباخوزنكازورونختشيفانوشيرفان ويريفان، بهدف إنشاء حكم سوفيتي فى مناطق السكان المسالمين العزل الذين تمت إبادتهم.
وتشير الوقائع التاريخية،على أن البلاشفة الذين قاموا بالانقلاب الحكومي في روسيا القيصرية أبرموا مع حزب “الطاشناق” القومي الأرميني مرسوما رسميا شرعوا على إثره في تطبيق مخططهما في احتلال أذربيجان حديثة العهد بالإستقلال حينها، والحقيقة أن الإبادة الجماعية التي تعرض لها الأذربيجانيون الذين أسسوا أول دولة ديمقراطية في الشرق كانت جزءا لا يتجزأ من هذه الخطة.
وفي هذا السياق، تم في 18 سبتمبر عام 2013م، إنشاء مجمع تذكاري للإبادة الجماعية بمدينة قوبا فى المكان الذي شهد المقابر الجماعية المكتشفة،وتم تشييد المشروع تنفيذا لمتطلبات القرار الجمهوري الذي أصدره فخامة الرئيس إلهام علييف في 30 أكتوبر عام 2009م، بدعم مؤسسة حيدر علييف الخيرية، بهدف التبليغ عن الأعمال الإجرامية للقوميين الأرمن إلى المجتمع العالمي وحفظ الذاكرة الوطنية للشعب الأذربيجاني وتخليد ذكرى ضحايا القتل العام.
وتحفظ في هذا المجمع التذكاري، الوثائق التاريخية التي تظهر للزوار والباحثين معلومات حول المجازر والإبادات الجماعية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والتي صنفت في خانة التطهير العرقي والتهجير القسري والمعاملة اللاإنسانية، من طرف القوميين الأرمن،و ذلك في أعوام 1905-1907، 1918-1920، 1948-1953، 1988- 1993.
ونتيجة للسياسات الأرمينية العدوانية التي بدأت منذ عام 1988، احتلت أرمينيا قراباغ الجبلية التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من أراضي جمهورية أذربيجان، فضلاً عن سبعة مناطق محيطة، وبالتالي احتلت 20 في المائة من الأراضي الأذربيجانية، وتحول أكثر من مليون شخص من الأذربيجانيين الى لاجئين ومشردين.
وخلال هذا الاحتلال، ارتكب الأرمن إبادة جماعية في قرى خوجاليوكركيجهانوماليبيليوقوشتشولاروغاراداجلي و أغدابان وفي مستوطنات أخرى في أذربيجان، حيث انتهكت حقوق المواطنين الأذربيجانيين بشكل صارخ.
وقد تم تقديم التقييم السياسي المناسب لتلك الأحداث الرهيبة في 26 مارس عام 1998 عندما أصدر رئيس جمهورية أذربيجان السابق والزعيم الوطني حيدر علييف مرسوما بالإبادة الجماعية للأذربيجانيين، وهكذا أُعلن 31 مارس “يوم الإبادة الجماعية للأذربيجانيين“.
ولقدشهدت البلاد إنجازات كبرى وانتصارات عظمى، كان آخرهاانتصار جمهورية أذربيجان في حرب قره باغ الثانية في نهاية 2020، بعد مرور 30 سنة من احتلالها، وذلك بفضل حكمة فخامة الرئيس السيد إلهام علييف وقيادته القويمة ونضال شعبه، فاسترجعوا جميع أراضيهم المغتصبة بعد معارك مضنية،فتحققت العدالة لجمهورية أذربيجان، إلا أن بشاعة ووحشية الجرائم التي ارتكبتها القوات الأرمينية في حق الشعب الأذربيجاني خلال عدوانها الذي استغرق عدة سنوات؛تستوجب ضرورة تقديم المسؤولين عنها(الجرائم الوحشية المرتكبة) إلى العدالة.
ومن جانبنا ندعو المنظمات الدولية إلى دعم الموقف العادل لجمهورية أذربيجان، الداعي لمعاقبة مرتكبي هذه الأفعال الإجرامية ضد الإنسانية وإعطائها تقييماً قانونياً دولياً بوصفه عملاً من أعمال الإبادة الجماعية.