خبايا الحرب الديبلوملسية على روسيا

مائة وعشرون سفيرروسي وما يزيد يطردون من الدول الأروبية نصفهم من أمريكا، الأمر قد يبدو غريبا و سابقة في العمل الديبلوماسي الدولي. لكنه لا يعتبر كذلك ولا حتى مفاجئا بالنسبة لمن يدركون خبايا و كواليس الحرب الطاحنة بين الغرب و روسيا في سوريا بوجه الخصوص.
السؤال الجوهري هو إلى أي حد يمكن اعتبار موت عميل مزدوج ببريطانيا حدثا يفرض كل هذه الأزمة الدبلوماسية بين أمريكا و أروبا من جهة وروسيا من جهة ثانية؟
على حد تعبير أحد المحللين الإستراتيجيين هذا السبب أقرب منه إلى النكتة، و أن حادث موت سكريبال اتخذته أمريكا و بريطانيا مطية لتفجير الغضب و السخط على الدعم الروسي لدمشق وخاصة في الغوطة، لأن اندحار المسلحين هناك ورفع التهديد على العاصمة السورية يعتبر انتصارا استراتيجيا أكبر بكثير من انتصار حلب وهو الأمر الذي لم تستسغه أمريكا وحليفتها بريطانيا لأنهما باتا يلامسان الموت السريري لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي راهنت عليه تلك القوى العالمية رهانا كبيرا.
تحرير الغوطة يعني تأمين دمشق، ويعني كذلك طي صفحة إسقاط النظام السوري، ويعني كذلك ارتفاع درجة القلق الإسرائيلي وهو ما تم التعبير عنه اليوم من خلال موافقة الأمم المتحدة على الطلب الاسرائيلي بعودة قوات الفصل الأممي لحدود الجولان الفاصلة بين سوريا و إسرائيل بعدما تبين لإسرائيل أن لا رهان على الجماعات المسلحة في تلك الحدود.
من هنا يظهر أن عملية الطرد الجماعي للدبلوماسيين الروس هو غيض من فيض ويتجاوز بكثير حادث اغتيال العميل الروسي في بريطانيا خاصة و أن بريطانيا لم تستطع لحد الساعة تقديم الدلائل الدامغة على تورط روسيا في عملية الاغتيال.