قبل واحد وثلاثين سنة وفي مثل هذا اليوم وقعت مأساة لا نظير ولا مثيل لها في أذربيجان بسبب عدوان أرمينيا التي كانت تدعي ادعاءاتها الأرضية أمام أذربيجان ،مما أدى لوقوع المجزرة في حق من خرجوا للشوارع احتجاجا ضدها وضد رئاسة الاتحاد السوفيتية السابق.
مأساة 20 يناير، أدت إلى خسائر هائلة أدرك خلالها الشعب الأذربيجاني انه في نضاله سيحتاج إلى زعيم حكيم وحقيقي ،وتمثل ذلك في القائد ”حيدر علييف”، الذي كان في ذلك الوقت تحت مراقبة السلطات السوفيتية الخاصة في موسكو،حيث توجه برفقة نجله ”الهام علييف” (الرئيس الأذربيجاني الحالي) إلى البعثة الأذربيجانية الدائمة في موسكو ،وأعلن بيانا عبر فيه عن اعتراضه على العدوان المذكور واتهامه الخطير لمنفذي المأساة والرئيس السوفيتي السابق ”ميخائيل غورباتشوف” شخصيا، وطالب بسحب الجيش من العاصمة باكو فورا، وبعد عودة المرحوم ”حيدر علييف” طلبه الشعب الأذربيجاني إلى السلطة مرة ثانية، قام بخطوات ملموسة ترمي إلى تقييم أحداث 20 يناير تقييما سياسيا ، وقرر رئيس الجمهورية إعلان 20 يناير يوم الحزن الشعبي العام في أذربيجان، إكراما للشهداء وتخليدا لذكراهم، وتم بناء ممر الشهداء الذي أصبح مكانا مقدسا يزوره كل أذربيجاني وكذا ضيوف العاصمة.
ولقد شكل هذا العدوان جريمة في حق المواطنين الأبرياء العزل وانتهاكا صارخا لسيادة جمهورية أذربيجان وانتهاكا فاصحا للقوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان، كما شكل امتحانا للكرامة الوطنية وقمعا للشعب الأذربيجاني الذي قاوم ضد أرمينيا وتضامن مع أبناء شعبه الذين طردوا من أرمينيا وكاراباخ الجبلية استنكارا لموقف وسياسة القادة السوفيتية المتواطئين مع أرمينيا.
لقد أكدت جمهورية أذربيجان على انه من الرغم من التماس الأهوال التي ألمت بها وعانى منها شعبها وعلى رأسها أحداث العشرين من يناير التي ذهب ضحيتها المئات من المدنيين الأبرياء ،واحتلال 20 بالمئة من أراضيها وتشريد أكثر من مليون مواطن من الشعب الأذربيجاني من وطنهم وأراضيهم الأصلية.
فقد تمكننا أذربيجان خلال الحقبة الماضية من تاريخ استقلالها بإقامة علاقات الصداقة والتعاون وحسن الجوار مع العديد من دول العالم بما فيها بلدان العالم الإسلامي. وتمكنت أذربيجان أيضا من الدخول في عضوية العديد من المنظمات والهيئات الدولية المرموقة مثل منظمة الأمن والتعاون الأوروبي والمجلس الأوروبي والبرلمان الأوروبي وغيرها من المنظمات الدولية الأخرى.
إحياء لذكرى الشهداء الذين سقطوا في أحداث العشرين من يناير المأساوية تقام في كافة أنحاء أذربيجان مراسم الحداد تخليدا لذكرى أبنائها الذين سقطوا في الجريمة البشعة للقوات السوفيتية ضد هذا الشعب المسلم سنة .1990
يذكر بان أذربيجان حققت انتصارا خلال نهاية سنة 2020 في معارك إقليم كاراباخ بفضل كفاحهم العادل، أسفر آنذاك عن التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان والذي ينص على استعادة أذربيجان السيطرة على ثلاث محافظات. وقد أكد الرئيس الأذربيجاني ”الهام علييف” على أن الاتفاق يعيد نصرا لبلاده، بعد أن تمكنت من إخضاع أرمينيا واستعادة الأراضي المحتلة في إقليم كاراباخ، مشيدا كذلك بدعم واعتراف جميع المؤسسات الدولية بوحدة الأراضي الأذربيجانية.
وبهذه المناسبة تلى السيد أوكطاي كوربانوف سفير جمهورية أذريبجان لدى المملكة المغربية كلمة عبر من خلالها عن الجرح كلما حلت 20 يناير من كل سنة وفيما يلي كلمة سفير جمهورية أذريبجان:
——————————————————————————————————-
السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير
أعضاء جمعية الصداقة المغربية- الأذربيجانية
الأساتذة المحترمين،
السادة والسيدات الكرام،
هناك الكثير من الذكريات والمناسبات التي تعتز بها الشعوب لتذكر الأجيال بتاريخ الأمم الذي سطره أبناؤها بدمائهم، تلك الذكريات العظيمة التي حفرت وقائعها كتب التاريخ.
اجتمعنا اليوم لإحياء ذكرى مرور 31 سنة على مأساة العشرين من يناير 1990م،حيث يستقبل الشعب الأذربيجاني هذا اليوم من كل سنة بحزن وألم عميقين، وفي الوقت نفسه بافتخار كبير للبطولة التي حققها ضد العدوان السوفيتي.
وكما تعلمون، فقد تعرض الشعب الأذربيجاني لمآسي كثيرة خلال السنوات 1918 و 1920، لكن الأحداث التي شهدها سنة 1990م، لا يمكن مقارنتها بما سبقها من وقائع.
ففي ليلة العشرون من شهر يناير سنة 1990، قام الجيش السوفيتي مع وحدات الأرمن بعمل إرهابيي وحشي ضد الشعب الأذربيجاني.
خرجت إلى شوارع وميادين العاصمة باكو جماهير من المواطنين الأذربيجانيين الغاضبة من مطالب أرمينيا العدوانية والمحتجة على موقف قيادة الاتحاد السوفيتي السابق الداعم لتلك المطالب الغير الشرعية، وردا عليهم قامت الوحدات القتالية السوفيتية المدججة بالدبابات والمدرعات بالاتجاه إلى العاصمة باكو وشن هجوم على الجماهير المسالمة،مما أدى إلى حدوث كارثة لا مثيل لها في تاريخ البشرية، فقد دمرت الدبابات كل شئ أمامها وأطلق الجنود النار على نوافذ المنازل والراكبين بالحافلات وغيرهم من المدنيين الأبرياء، مما أسفر عن مقتل 150 شخصا من بينهم نساء وأطفال وشيوخ وجرح 744 شخصا وتم اعتقال أكثر من 800 شخص.
و قد كان الشعب الأذربيجاني يدرك أن في نضاله هذا يحتاج إلى قائد حكيم وحقيقي، تجلى في شخص الزعيم ”حيدر علييف” والذي كان آنذاك قد استقال من منصبه العالي بالحكومة السوفيتية، اعتراضا على سياسة الحكومة.
وبالرغم من انه كان تحت مراقبة شديدة من طرف السلطات السوفيتية الخاصة في موسكو ومعرض للخطر الشديد هو وأفراد أسرته ، إلا انه بعد وقوع هذه الأحداث الدموية وفور عودته برفقة نجله ” الهام علييف” (الرئيس الحالي لجمهورية أذربيجان) إلى البعثة الأذربيجانية الدائمة بموسكو، اصدر بيانا يعبر من خلاله عن اعتراضه على العدوان المذكور وقام باتهام منفذي المأساة بما فيهم الرئيس السوفيتي السابق ” ميخائيل غورباتشوف” شخصيا ، كما طالب بسحب الجيش من العاصمة باكو على الفور.
ولاشك في أن القيام بإعلان من هذا القبيل مع توجيه انتقادات لرئيس الدولة رسميا في عهد حكم الاتحاد السوفيتي يتطلب شجاعة كبيرة.
هذه السنة وبشكل خاص نحيي الذكرى 20 من يناير ونحن مفتخرين بالبطولة التي حققها الشعب الأذربيجاني ضد العدوان الأرميني بالأراضي الأذربيجانية المحتلة وذلك بفضل كفاحه العادل. فهذه المرحلة تعد نقطة تحول في تاريخ الأذربيجانيين واثبات للهويته القومية وإبراز مشاعر الحرية الوطنية.
و قد اثبت هذا الانتصار الذي حققته جمهورية أذربيجان خلال نهاية سنة 2020 بإقليم كاراباخ تحت القيادة العليا للرئيس الأذربيجاني الحالي ” الهام علييف”على هوية الأذربيجانيين وشجاعتهم التي لا تهزم. فقد تمكنت جمهورية أذربيجان وبعد سنوات من المعانات من إخضاع أرمينيا واستعادة أراضيها المغتصبة، وذلك بالتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان والذي ينص على استعادة أذربيجان السيطرة على ثلاث محافظات.
وقد أكد الرئيس الأذربيجاني ”الهام علييف” على أن الاتفاق هو بمثابة نصر لبلاده، مشيدا بامتنانه لدعم واعتراف جميع المؤسسات الدولية بوحدة الأراضي الأذربيجانية.
أصبح اليوم تخليد ذكرى الأبطال الأذربيجانيين واجبا على عاتقنا وفرصة للاعتراف بنضالهم من اجل الحرية الوطنية، كما يشهد لهم التاريخ المجيد المكتوب بدمائهم على تضحياتهم النبيلة من اجل الوطن الغالي.
وفي الختام،
أريد أن أعرب عن بالغ التقدير والامتنان لمعالي المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.
وأتقدم بجزيل الشكر لأعضاء جمعية الصداقة المغربية – الأذربيجانية، ولجميع الحضور الكريم الذين شاركونا إحياء الذكرى .