استطاع الرئيس المصري المعزول محمد مرسي خلال جلسة المحاكمة الأخيرة أن يستقطب الأضواء خلال مداخلة أبهرت الحضور ارتكزت على مجموعة من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي أبرز خلالها مرسي أنه لا يجزع ولا يخاف من حكم البشر و جور البشر, و إنما الخوف وكل الخوف الحقيقي هو من الله خالق كل الأنفس, و أن العدالة هي العدالة الربانية, و أن كل ما حكم البشر به على أخيه البشر إنما يبقى من قرارات الدنيا الجائرة والفانية.
وكانت كلمات مرسي المنتقاة بعناية ترافقها صيحات الحضور ب ” حسبنا الله ونعم الوكيل, حسبنا الله ونعم الوكيل ” لعدة مرات مما أكسب المقام قدسية خاصة تهتز لها الأنفس المدركة لأبعاد و أهداف هذه المحاكمة بأبعادها السياسية الممقوتة.
وكان اللافت بامتياز هو الحالة التي وجد عليها بغتة قاضي الجلسة ومستشاريه, حالة ولدت وضعية غير محسود عليها حينما تسمر جسده على مقعده وجحضت عيناه وكأنه لم يكن ليدرك قيمة هذه الفصاحة اللغوية وهذه الثقافة الدينية المتميزة التي أبان عليهما مرسي, لتجعل من هذا القاضي عاجزا كل العجز فلا هو قادر على إسكات مرسي, ولا هو قادر على الرد وضحد ما يدعيه بحكم كون كل مكنونات مداخلة مرسي كانت ربانية صرفة, فتحول القاضي رغما عنه إلى وضعية المتهم لتسحب منه كل مشروعية لما سينطق به من أحكام. لذا “إن ينصركم الله فلا غالب لكم”.
[vsw id=”-uqtxbQf3NM” source=”youtube” width=”590″ height=”344″ autoplay=”yes”]