عبد الرزاق نسيب أبو نعمة نموذج للديبلوماسية الموازية الناجحة

Screenshot

يُنِّظر كثير من الفاعلين المدنيين المغاربة للديبلوماسية الموازية، لكن القليل منهم من يعمل على تنزيلها على أرض الواقع، إذ دور الديبلوماسية الموازية هو إسناد الديبلوماسية الرسمية بما يخدم القضايا الوطنية في المحافل الدولية، ولا يقتصر المحفل على السياسيين فقط بل على الفاعلين المدنيين أيضا، ومعلوم أن للمجتمعات المدنية في معظم الدول تأثير على صانع القرار السياسي وهذا ما نلمسه في أوربا وأمريكا الشمالية وأيضا أمريكا اللاتينية، التي تنشط بين بلدانها الدول والمنظمات المعادية للوحدة الترابية.

المواطن المغربي عبد الرزاق أبو نعمة نسيب أحد هؤلاء النشطاء المدنيين المدافعين عن مصالح البلاد في البرازيل حيث يقيم، وأيضا يتنقل بين بلدان أمريكا اللاتينية والكاريبي، هاجر من بلده إلى البرازيل وفي جعبته خبرة حقوقية طويلة، فقد كان مناضلا من أجل حقوق الإنسان قبل الهجرة.وفي بلد النسيج الاجتماعي المتعدد الأعراق والثقافات البرازيل الشاسع مساحة والكثيف سُكانا، إستطاع أن يلعب دورا بارزا ضمن مكونات المجتمع المدني لمدينة ” كريتيبه”، كان حريصا على مساعدة المهاجرين الأفارقة من أجل تسوية أوضاعهم القانونية لدى الدوائر الحكومية، مما جعل نجمه يسطع بفعل هذه الخدمات الإجتماعية ذات البعد الإنساني التي يقدمها عن طيب خاطر وعن قناعة حقوقية .

ولأن الله لايضيع أجر المحسنين، فقد تم قبوله ضمن منتدى دول أمريكا اللاتينية والكاريبي لحقوق الإنسان،وبذلك يكون أول مغربي عربي وإفريقي يتقلد هذا المنصب داخل هذا المنتدى الهام، مما يُتيح للمغرب الوجود داخل المنتدى لقطع الطريق على أعداء الوحدة الترابية وإفشال مناوراتهم. وكان عبد الرزاق نسيب قد أعرب عن تفاجئه بهذا الإختيار، وأنه لم يكن إختيارا شخصيا لشخصه بل جاء من خلال علاقته مع الكثير من المهاجرين الأفارقة، الذين كانوا يعيشون أوضاعا مزرية في بلدانهم مثل الكونغو، ساحل العاج، غينيا، غانا، ونيجريا..إضافة إلى الدول الناطقة بالبرتغالية بإفريقيا كغينيا بيساو وأنغولا،هذه العلاقة يقول نسيب تستمد جذورها من القارة الإفريقية بحكم الإنتماء لنفس القارة، وبالتالي جاء من خلال  اللقاءات المسترسلة والمساعدات التي كان يقدمها للإخوان الأفارقة فيما يخص الحصول على الوثائق الإدارية.

نسيب مستحضرا واجبه الوطني في دعم قضية الوحدة الترابية من موقعه، لاحظ من خلال الكثير من المعاناة التي وقف عليها المغاربة مع الكثير من الدول الإفريقية هو الغياب السياسي والديبلوماسي للمملكة، وبالتالي يقول” فالسمعة  الطيبة والمعاملة الحسنة التي أفرضها على الآخرين هي التي جعلت كل الأطياف من آسيا وإفريقيا  أنهم يقدمونني لهذا المنتدى الذي يأتي لثاني مرة لمدينة كريتيبه، التي أقطن بها وصراحة، شخصيا منذ إلتحاقي بالبرازيل كنت دائما أبحث عن الدخول إلى هذا المضمار الحقوقي بحكم إشتغالي في المغرب في هذا المجال وكذلك كل مايشمل المجتمع المدني”.