كان الخبر من مصر, خبر وفاة أخت القائد الشهيد معمر القذافي المرحومة عتيقة أبو منيار القذافي بعد صراع مرير مع المرض ألزمها الفراش لعدة شهور, هذه السيدة المعروفة في الأوساط الليبية ببداوتها واعتزازها بالنخوة العربية فلم تكن تفارق خيمة أخيها القذافي التي كانت رمزا للعزة و الأنفة.
رحلت عتيقة مسرعة لتخبر شقيقه القائد بما الت إليه أوضاع ليبيا, لتخبره أن الفوضى هي سيدة الموقف, وأن التكالب على مقدرات البلاد من كل صوب وحدب, و أن البلاد لم تعد تنعم بالأمن والأمان كما كانت على عهده, و أن ليبيا غدت محطة لفلول الإرهابيين الذين عاثوا في البلاد فساد واستباحوا أرواح الأبرياء, و أن الليبيين انقسموا إلى زمر وفئات تدين بالولاء لهذه الجهة وتلك و أن مستقبل البلاد ذهب أدراج الرياح.
من كان يعتقد مجرد اعتقاد حتى ولو كان كاذبا أن هذا البلد المغاربي قد يعرف هكذا وضعا يسير به بخطى حثيثة نحو المجهول, هذا البلد الذي وقف صامدا أمام أعتى قوة استعمارية في زمانها ألا وهي إيطاليا, عندما انصهر كل الليبيين في مشروع واحد هو تحرير البلاد من الغطرسة الايطالية وذاك ما حققوه بالفعل, ليتحولوا الان مدفوعين بوهم الربيع العربي الكاذب إلى فرق وشيع وانساقوا وراء تطلعات القوى الأجنبية التي أبدا ما كان يهمها تقدم ورفاهية الليبيين, وخلقوا بيئة مواتية للإرهاب والتطرف وفسحوا المجال للقبلية وتركوا مقدرات بلادهم بيد الشركات الأجنبية التي رمت يدها على رابع احتياط عالمي من الغاز والنفط. مشهد إذن ما كان ليخلق في هذا القطر المغاربي إلا لأن مهندسي خرائط العالم أرادوه وخططوا له, لكن بالرغم من كل ذلك فإن المعول على إرادة الليبيين وشهامة الشعب الليبي ذي المرجعية التاريخية المشرفة…