رحل اليوم آخر الزعماء السياسيين المغاربة الذين وسموا مسارهم السياسي بالجدل لدى اليمين واليسار وترك خلفه حزب الحركة الشعبية في أوهن حالاتها.
توفي الزعيم أحرضان سريريا عن عمر يناهز 95 سنة علما أن تاريخ ميلاده حسب بطاقة تعريفه الوطنية هو 1925 وبهذا العمر الطويل يكون قد عاصر أربعة ملوك: محمد الخامس والحسن الثاني ومحمد السادس والحسن الثالث باعتبار ما سيكون، واعتبرت مصادر حزبية أن الرجل مات سياسيا عندما تم تحييده عن الحقل السياسي بعد انصهار الحركات في الحركة الشعبية. وأخذ تعويضا بمثابة تقاعد شهري مدى الحياة قيمته 70.000 درهم في الشهر تماما كما أخذها عبد الإله بنكيران من بعده.
إن الذي يميز الحياة السياسية لأحرضان كونه أشرك فيها المقاومة وقتها بالعمل الحزبي إذ كان أول من رسم التعددية الحزبية في المغرب بعد الاستقلال في سنة 1958. رغم أن هناك من يشكك في أوساط اليمين واليسار بأهمية ما قام به احرضان لكن الذي يفند هذا الطرح كثرة أتباعه ومناصريه والمعجبين بفلسفته في الحياة كفنان تشكيلي معروف عالميا ويتجلى ذلك الاعجاب أيضا في كون مواقع التواصل الاجتماعي والفضاءات الزرقاء تضج بصوره والتعاليق والتعازي والترحم عليه،و نحن بدورنا باسم طاقم تحرير في “أصداء المغرب العربي” نتقدم بأحر التعازي لجميع أبنائه وإلى كل أسرته السياسية الكبيرة.
ولا شك أن جنازة دفنه بمسقط رأسه بولماس وليس بمقبرة الشهداء بالرباط ستكون حاشدة ولافتة بكل المقاييس مما قد يجمع الحركيين على جثته ليرثوا حالة الحركة الشعبية.