لم تكن لتتصور إسرائيل يوما أن سوريا قادرة على الرد على اعتداءاتها و استفزازاتها بالرغم مما تكابده من اعتداءات الارهاب الدولي الذي تشجعه اسرائيل و تدعمه بكل الوسائل بما فيها المساعدة الميدانية عبر قصف مواقع للجيش السوري في القنيطرة وتقديم الاسعافات للارهابيين عبر مستشفيات متنقلة.
و من المعلوم أن إسرائيل دأبت بين الفينة و الفينة على اختراق الاجواء السورية مستغلة انشغال الجيش السوري بمحاربة الارهاب الدولي على أراضيه، لكن هذه المرة تمكن الجيش السوري من إسقاط طائرتين للعدو الصهيوني إحداها هجومية من نوع إف 16 و أخرى استطلاعية. وهذا الرد هز الصهاينة لكونه لم يكن في المتوقع و اعتبروه تغيرا استراتيجيا في مسار المواجهة معهم.
ويستنتج من هذا الرد السوري الاستراتيجي الكبير أن سوريا استرجعت زمام الامور في محارتها للإرهاب الدولي على أراضيها، و أنها باتت قادرة على المواجهة على أكثر من واجهة بما فيها الجولان المغتصب، و أن القرار قد اتخد بملاحقة الارهاب الذي تحميه اسرائيل على حدودها في القنيطرة، و أن هذا القرار ليس قرارا سوريا يتيما بل هو قرار حاسم لكل محور المقاومة المحارب إلى جانب الجيش السوري بقيادة روسيا التي صرح وزيرها في الخارجية أنه لابد من محاربة الارهابيين في الجولان.
تجدر الاشارة إلى أن الرد السوري هذا قد أبان على تقنية حربية رفيعة المستوى من حيث ضبط الطائرتين الاسرائيليتين بواسطة الرادار و السرعة في تثبيت هويتها و إصدار الاوامر من القيادة العليا بالرد بواسطة صواريخ موجهة في زمن قياسي حير كثيرا الخبراء العسكريين الاسرائيليين.
و مهما يكن فإن الرد السوري هذا أقلق الصهاينة إلى حد بعيد و سيجعلهم يفكرون ألف مرة قبل الاقدام على استفزازاتهم و تهورهم.