لعل إقدام زعيم حزب العهد على الترشح للإنتخابات البرلمانية بيافطة الحزب الحاكم يشكل سابقة فريدة من نوعها و لغزا لم يستطع هو شخصيا تسليط الضوء عليه و لا فك شفراته.
و ليس الحال هاهنا الخوض في الحدث كجدث لكونه استوفى التحليل بكثير من المداد الذي أسيل حوله، لكن ما يثير الإنتباه هو ما ذهب إليه الوزاني عندما اعتبر صنيعه ذاك وخطوته تلك بمثابة استراتيجية جديدة و هو يجيب على تساؤلات الناس و استغرابهم. استراتيجية وهكذا، يطلق المصطلح في عموميته ومستشهدا بحالات مماثلة في بعض الدول الغربية لكونه لم يجد ما يقلد به الغرب إلا التخلي عن حزبه و الترشح بشعار حزب اخر و ليس أي حزب بل الحزب الحاكم.
فماهي مقومات هذه الاستراتيجية؟ هل كونها ترتكز على استنجاد حزب العهد بالعدالة والتنمية في دائرة الحسيمة؟ أو أنها استراتيجية تؤمن الاكتساح وضمان الاغلبية بهكذا تنسيق بين الحزبين؟ أم كونها استراتيجية تؤصل لعملية انتخابية جديدة تسمح لأمناء الأحزاب الضعيفة بالهروب المؤقت من أحزابها لضمان المقعد البرلماني ثم العودة لقيادة سفن أحزابهم السابحة في أمواج تكبر أحجامهم بكثير؟
هي إذن استراتيجية حجديدة يطرح معالمها الزعيم الوزاني تقضي ب “التمياك” عن حزبه بشكل مؤقت ثم العودة لاحقا إليه دون التفريط في الزغامة بل ومعها كرسي برلماني و عهود التبعية للمصباح.