(أصداء المغرب العربي) -خاص-
تتكاثر الأحزاب في المغرب بشكل مطرد، وهذا إيجابي بالنظر إلى الحرية السياسية والفكرية التي يعيشها المغرب، وداخل هذه الأحزاب عادة ما تحدث انشقاقات أو تحصل اختلافات بين مسيريها وقادتها ومناضليها، وهذه ايضا ظاهرة صحية تدل على النضج الفكري لكل الأطراف حيث يتولد عن هذا النضج اختلاف في الرؤى والتصورات وهو أمر طبيعي كذلك.
لكن غير المنطقي أن ينشق شخص أو تيار عن حزب ما فيعمد (المنشق) إلى تنظيم مؤتمر وهمي ينتج عنه انتخاب ” أمين عام” وهمي فيصدق هذا الأخير أنه فعلا أصبح أمينا عاما لحزب من الأحزاب..
وبعد أن يتأبط أوراق ما يسمى بالمؤتمر فيذهب لوزارة الداخلية فترفض هذه الأخيرة استلام هذه الأوراق لأن الحزب المعني له أمينه العام الشرعي ومكتبه السياسي ومناضلون ملتزمون بأهداف ومبادئ الحزب، لكن ” الأمين العام” الوهمي تحدى رفض وزارة الداخلية التي طبقت القانون ظل يتبع غيه فسعى إلى صنع أختام مطاطية خارج دائرة القانون، وبدأ يكتب للعمال والولاة “قرارات” تعيين المنسقين المحليين والجهويين ضدا على القانون الذي ينظم الأحزاب ويحدد من هي الجهة التي لها صلاحيات كهذه.
الأمين الوهمي جدا قام بأكثر من ذلك، فقد نظم (تجمعا في قاعة حفلات بمدينة مجاورة للعاصمة الرباط وسماه ندوة صحفية قدم نفسه فيها “انه الأمين العام” (الشرعي) لحزب (……..) وجمع حوله فئة من النساء والرجال.. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل عمد إلى عقد اتفاقيات شراكة وتعاون مع جهات ثقافية فكانت قمة العجب.
هذا ” الأمين العام” الوهمي جدا كان قد عمل مسبقا على تهييء نفسه للقيام بهذه المهة “النضالية” فسعى إلى الحصول على شهادة – البكالوريا- من دولة مجاورة التي لم يكن مقيما بها ولا درس في مؤسساتها التعليمية، لكنه في نهاية المطاف حصل على (بكالوريا) من إحدى مؤسساتها التعليمية، والتي لم تكن هي نهاية المطاف، بل سعى أيضا بواسطة هذه الشهادة إلى التسجيل في إحدى الكليات المغربية ليحصل منها على شهادة الإجازة، لكنه فشل في المرحلة الثالثة بعدما حاول التسجيل في درجة الماستر، لأن الكلية التي قصدها لهذا الغرض وجد بها أساتذة أكفاء فتم رفض طلبه لأنه غير مؤهل لدخول حاضرة هذه المؤسسة التعليمية المحترمة.
هو أيضا يقدم نفسه كرجل أعمال أو مقاول بينما هو مجرد سمسار في المدينة التي يعيش بها..
يبذل ” الأمين العام” الوهمي جهدا مضنيا كي يتقرب من أي موظف محسوب على وزارة الداخلية إعتقادا منه أن التعامل مع أمثال هؤلاء الموظفين سيكسبه عطف ورضا الوزارة الوصية على الأحزاب..
هذه نُتف من إنجازاته الوهمية، ولنا عودة للموضوع بتفاصيل أكثر، ودقة أشمل..
