اقتربت ملامح المؤتمر العام 17 لحزب الاستقلال بالظهور شيئا فشيئا، والذي سيعرف أمين عام جديد ستفرج عنه سيناريوهات الأيام القادمة بين خطوات نزار بركة الثابتة نحو كرسي رئاسة الحزب والعناد الكلاسيكي ورغبة البقاء للأمين العام المنتهية ولايته السيد حميد شباط، معها بدأت تبرز شهادات لأسماء تاريخية في حزب الاستقلال تعطي لكل ذي حق حقه بأدلة دالة.
من بين هذه الشخصيات البارزة في البيت الاستقلالي، المهندس المعماري الأستاذ أنس بنسودة المناضل الحزبي الذي قضى أكثر من 45 سنة، متدرجا في تنظيمات الحزب تقلد فيها عدة مهام مكنته من حفظ أسماء البيت كلها بماضيها وحاضرها، سواء على المستوى الوطني أو المهام الدبلوماسية خارج أرض الوطن ولاسيما أنه خبير بمنظمة الأوردينكس بالأمم المتحدة، وأحد الأعضاء المؤسسين لجمعية اللاهوادة، وخبير لدى المحاكم. الرجل ما إن تسأله عن مرشح الأمانة العامة لحزب الاستقلال السيد “نزار بركة”، حتى يسترسل في إعطاء معطيات مبرزا من خلالها أنه الرجل المناسب لهذه المرحلة التي يعيشها حزب الميزان، بحيث يذكر في معرض حديثه أن “نزار هو ذلك الشاب الذي ترعرع في حزب الاستقلال ابن السيد “حسن بركة” أحد قدماء المناضلين بالحزب بحيث يكون علال الفاسي جده من أمه، تعرف عليه الأستاذ أنس بنسودة منذ صباه ويصفه بالرجل “النقي الذي لا يتكلم إلا لحكمة أو ضرورة بحيث أن مجمل كلامه في غالب الأحيان للإفادة وهذا ما جعله لليوم على رأس المجلس الاقتصادي والاجتماعي بعد أن كان فيما سبق وزيرا للمالية، حيث يضيف الخبير “بنسودة” أن الرجل ذمته نقية وجامع للدين من أسلافه الشرفاء، كما أن برنامجه الانتخابي لرئاسة الحزب يعد قيما ومقنعا بتقييم الغالبية”.
المعماري والخبير الاستقلالي أنس بنسودة، لم يفوته في ذات اللقاء به الإدلاء بدلوه فيما يخص الخرجات الأخيرة للمنتهية ولايته الأمين العام حميد شباط، مستهلا كلامه بجملة “الله يهدي سي شباط، لأنه دخل في متاهات كان في غنى عنها وتكلم عن “ابن عرفة” ولم نفهم ما موقع هذا اللقب مما يجري أو من يقصد به..”. يضيف بنسودة أن الرجل ظل يلوح بأصابعه يمينا وشمالا متحدثا عن رجال الأعمال بدونية وخاصة حينما استقصد “عزيز أخنوش” بكلام مفاده أنه يجمع مليار في ليلة واحدة، بحيث عقب أنس بنسودة على هذا التصريح بأنه وجب علينا أن نشجع المستثمرين ورجال الأعمال لا الضرب فيهم بأحديث لا أساس لها..”.
السيد “أناس بنسودة” أحد مؤسسين جمعية اللاهوادة، كشف متحدثا إثر سؤاله حول موقفه من تشبث “حميد شباط” برئاسة الأمانة العامة لحزب الاستقلال، قائلا ” رحم الله امريء عرف قدره” لأن شباط فوت فرصة من ذهب لما كان أمينا عاما بحيث لو أحسن التدبير لو ألتف حوله الكل من المناضلات والمناضلين لدعمه، ويجب عليه أن يعرف أن الباب الكبيرة للخروج تنتظره مادام لم يستغل الفرصة أحسن الاستغلال. يضيف بنسودة في معرض حديثه حول وعد شباط الذي صرح فيما سبق أنه جاء لفترة واحدة ويجب عليه اللحظة أن يَفِ بكلمته للجميع”.
الأستاذ “بنسودة” خبير منظمة الأوردنكس لدى الأمم المتحدة، صرح أنه من بين المترشحين للجنة التنفيذية للمؤتمر 17 القادم مقترحا لو تم إحداث لجنة ترشيحات تقف على كل صغيرة وكبيرة فيما يخص سيناريوهات الانتخابات من داخل لجان الحزب، بحيث يأتي هذا بعد طعنه في نتائج المؤتمر 16 الذي عرف عدة اختلالات في عهد الأمين العام الحالي “حميد شباط” بعد دعوته القضائية الشهيرة، بحيث يعد في تصريحاته الإعلامية أنهم عازمون هذه المرة أن تكون اللجنة التنفيذية الجديدة من صلب الاختيار الديموقراطي من داخل قلعة الميزان التي يتوعد فيها إلى جانب زميله مرشح الأمانة العامة السيد “نزار بركة” إعادة الهبة لحزب علال الفاسي.
في ختام اللقاء مع الخبير لدى المحاكم الأستاذ “أنس بنسودة” لم تفتنا الفرصة لإلتقاط وجهة نظره في آخر تطورات ملف الناشطة الأمازيغية “مليكة مزان”، بحيث كشف عن عدة تفاصيل تاريخية تعود لحقبة الدولة العلوية التي تؤرخ لمجتمع عربي أمازيغي مزيج قد يشملها هي نفسها وهذا لا يدعو لتلك العصبية المفرطة والتحريض على القتل وإرهاب النفوس، وبما أن القانون يعاقب التحريض على القتل فما اتخذته السلطات المغربية كان صائبا في النازلة.