إسرائيل توجه بوصلتها نحو إفريقيا المغرب يعارض و الصهاينة يتوعدون

في ما يبدو مخططا إسرائيليا بأبعاده المعلومة، قررت إسرائيل توجيه بوصلتها نحو القارة السمراء للبحث عن حلفاء أفارقة ينضمون إلى تشكيلة الحلفاء العرب الشرق الأوسطيين التي تمكنت من استمالتهم عقب أحداث سوريا و العراق، وهو ما تعتبره إسرائيل انتصارا لها و أكبر الغنائم التي كسبتها من جحيم المعارك و ما خلفته من خراب في تلك البلدان.
و لعل ذات الهدف ما جعل الإسرائيليين يراهنون على القارة الإفريقية من حيث وضع القدم لاستمالة ما يمكن استمالته من الدول الإفريقية نصرة لموقفها الجائر من القضية الفلسطينية وهو ما تبدو ملامحه من خلال القمة الإسرائيلية الإفريقية المزمع تنظيمها في الطوغو.
المغرب باعتباره قطبا إفريقيا وازنا بادر إلى الاعلان عن رفضه المشاركة في هذه القمة وتبعته جنوب إفريقيا ليتبين للإسرائيليين أن المجال الإفريقي ليس بالخصوبة التي يتوقعونها، من هنا بادرت الصحافة الإسرائيلية إلى إثارة ضجيج إعلامي لايقدم و لا يؤخر ترسل عبره العديد من رسائل الوعيد إلى المغرب من ذلك على سبيل المثال لا الحصر وقوفها مليا عند أحداث الحسيمة و اعتبار ذلك الحراك بداية للثورة في المغرب مشبهة ما يقع هناك بما وقع في تونس مع البوعزيزي و غيرها من الترهات التي تعكس حقيقة جهل الاسرائيليين بطبيعة المغرب و المغاربة.
و الواقع أن نتانياهو على ما يبدو أراد أن يقتفي خطى ترامب في إفريقيا، و لعله اعتبر النجاح الذي حققه هذا الأخير في لقائه مع قادة الخليج يمكن أن يحققه هو مع قادة إفريقيا، فضلا عن رهانات نتانياهو باقتحام افريقيا اقتصاديا بعدما لاحظ أهمية السوق الافريقي و النجاحات التي حققتها دول أخرى في القارة السمراء.
ومن المعلوم أن اقتحام القارة السمراء من طرف هذا الكيان الدخيل الغير المرغوب فيه لاشك أنه ستكون له تبعات سيئة على القارة من حيث التأثير في وحدة القارة وشرذمة المواقف الإفريقية من حيث اعتماد سياسة الاستقطاب الصهيوني الداعم لسياسة اغتصاب فلسطين وتهويد القدس و مصادرة حق الشعب الفلسطيني في حريته و استقلاله. لتبقى هرطقات الاعلام الاسرائيلي حول المغرب تعكس صدمة الصهاينة من جهة و جهلهم المطبق بالمغرب و مكونات المغرب و أسس المغرب…