تزامنت فترة حماس وزير الفلاحة بصعوده رئيسا لحزب التجمع الوطني للأحرار، مع عقبات لم يتوقعها ولم تكن لتخطر على بال المقربين منه أيضا.
قبل أقل من شهرين، أي منذ 20 ابريل الماضي، أعلن النشطاء في الواقع الافتراضي من منصات الفيسبوك عن انطلاق حملة لمقاطعة ثلاث شركات كبيرة، وهي تحديدا، شركة سانترال دانون، وشركة مياه سيدي علي ثم شركة أفريقيا لتوزيع وبيع المحروقات لمالكها أخنوش.
أخنوش، لم يعترف بقوة حملة المقاطعة في أيامها الأولى، وركبته النزعة القارونية، عندما تقدم أمام كاميرات التصوير هو وجماعة من مؤيديه، في المعرض الدولي الأخير للفلاحة بمكناس وهو يعب الحليب، في مشهد فهم منه المقاطعون انه تحدِّ لهم.
وزير آخر من الأحرار، وصف تحت قبة البرلمان المقاطعين بـ”المداويخ”، وفي وصف لا يقل شماتة، عيّر رئيس جماعة تابع لنفس الحزب المقاطعين، بالفقراء الذين لا يجدون ما يشترون به المياه المعدنية، لتتهاوى سمعة هؤلاء السياسيين الى الحضيض.
وكانت صيحات ارحل أخيرا في وجه رئيس الأحرار في طنجة، إيداناً، بالموت السياسي للرجل. مما يقتضي معه الحال، عقد مؤتمر وطني استثنائي، يرتب فيه الأحرار الحزب وينتخبون قائدا بديلا.
سعى قياديون في ذات الحزب لإنقاذ أوراقه من الاحتراق، فركبوا على موجة جلب مونديال 2026 الى المغرب، لكون الحملة الفاشلة لم تأت بنتيجة، جراء التصويت لفائدة الملف الثلاثي المنافس للمغرب. .
وفيما لم يقدم رئيس الحملة الوزير عبد الحفيظ العلمي الكلفة المالية لهذه الحملة، إذ من المنطقي ان يطالبه البرلمان بتبرير المصاريف ومبالغها وحجمها، لإطلاع الشعب المغربي على صرف المال العام.
ومما يجعل هذه الحملة الفاشلة بخصوص تنظيم مونديال 2026، ترتبط بحزب الأحرار، كون الأغلبية الساحقة من أعضائها من نفس الحزب. وهو ما انتقده نشطاء ورواد الفيسبوك كذلك. ولعل أبرز عضو فيها ليس وزير الشباب والرياضة، وإنما رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، الذي شمل سخاؤه البر والبحر والسماء، من خلال توجيه دعوات لعشرات البرلمانيين لحضور ومتابعة مشاركة المنتخب المغربي في روسيا. ومادام البرلمان بغرفتيه نفى من خلال بلاغ واضح، أن يكون سفر البرلمانيين الى روسيا من ميزانيته. وهو ما يعني أن مالية الجامعة الملكية هي التي تحملت مصاريف تنقل ومبيت وسفر النواب والمستشارين وعدد كبير من الفنانين.