بدأ العالم على ما يبدو يدرك أن مركز الإشكالات من إرهاب وهجرة غير شرعية وكل معالم اللاستقرار سببها الأوضاع المتردية في كل من العراق وسوريا وليبيا و إن كان الوضع أكثر حدة في سوريا بالنظر لطول عمر الأزمة التي هي في سنتها الخامسة دون أن تبدو في الأفق تباشير حل معين, بل أكثر من ذلك يتفاقم الوضع وتتسع دائرة المواجهات بين قوى ترخي بثقلها هناك, فمن جهة تجد الجيش النظامي السوري المدعوم روسيا و إيرانيا وعراقيا, ومن جهة تجد تركيا ودول الخليج العربي و أمريكا والغرب عموما يسعى إلى قلب النظام القائم هناك عبر دعم عدد من الفرق المقاتلة تسليحا وتدريبا.
المثير حجم الإمكانات التي تم صرفها في هذه الحرب القذرة من أموال طائلة وإمكانات إعلامية هائلة وما إلى ذلك دون أن يتحقق المبتغى لأي طرف كان سوى صمود النظام القائم .
الظاهر أن العالم بدأ يضيق درعا باستمرار الوضع على ما هو عليه عسكريا وسياسيا الشيء الذي دفع القوى الكبرى المحركة لخيوط اللعبة هناك تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد مراجعة حساباتها من ذلك ما أقره وزير الخارجية لكل من بريطانيا و أمريكا أن الحل في سوريا لا يمكن أن يكون إلا سياسيا, في حين عبرت المملكة العربية السعودية عن رغبتها في إزالة النظام السوري بأي شكل كان, في حين اعتبر وزير الخارجية الروسية لافروف ان ذلك وهما وربما هذا ما حدا بروسيا أن تدفع بأسلحة متطورة جديدة للجيش السوري عبارة عن راجمات صواريخ وطائرات سوخوي وطائرات هيلكوبتر وحاملات جند مصفحة, وهو ما كان له أثرا سريعا في المواجهات الدائرة هناك خاصة في التلال المحيطة بالعاصمة دمشق ومنطقة الزبداني التي سجل فيها الجيش السوري تقدما كبيرا.
الملاحظ أنه في الوقت الذي ينصب الاهتمام كله على ما يقع في سوريا نجد إسرائيل تكثف من اعتداءاتها على القدس الشريف باستباحته وقصف المصلين داخله وإبداء العزم على بناء مستوطنات جديدة في القدس الشرقية والإنكباب على تغيير معالم القدس بهدم باب المغاربة ومواصلة الحفر ونية اقتسام القدس عن طريق توسعة حائط المبكى وما إلى ذلك بالشكل الذي يظهر أن إسرائيل تحاول بشتى الطرق استثمار الوضع المتردي في العالم العربي لتنفيذ مخططاتها الصهيونية.
لذا واعتمادا على كل الدراسات والتحليلات فإن إسرائيل هي المستفيدة الوحيدة من المخطط المطبق في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا, بينما العرب منقسمون بين متواطئ وغير مبال إلى أجل غير مسمى…