بقلم / رشيد موليد
وأخيرا يصوت البرلمان المغربي على قانون اللجنة المؤقتة للصحافة الوطنية، بعد أن سال الكثير من المداد حول الدوافع الموضوعية التي حالت دون تمكن المجلس الوطني للصحافة من اجراء الانتخابات في الوقت الذي عزا البعض السبب الى عدم اتضاح صورة اللجنة التي ستسهر على إعداد لبنات التجديد ذاك
بالنظر الى عدم التوفر على فصل قانوني واضح يفسر المسطرة المتعلقة بهكذا إجراء تنظيمي. فلم يكن أمام المجلس الوطني للصحافة في خطوته الاولى حينها الا الاعتماد على وسيلة التمديد التي تم تحديدها في ستة أشهر.
من جهة ثانية كان البرلمان في شخص رئيسه السيد راشيد الطالبي العلمي قد عرض فكرة تعيين رئيس للمجلس الوطني للصحافة من طرف عاهل البلاد ، و مورست العديد من الضغوطات على البرلمانيين للمصادقة على هذا الاقتراح و تمريره، لكن بسرعة تلاش الاقتراح و تبخر بعد أن تم رفض المشروع جملة و تفصيلا من القصر .
و كانت فكرة اللجنة المؤقتة التي تم تبنيها قد عرفت هي الأخرى العديد من الحيص بيص من طرف بعض المؤسسات الاعلامية بسعي محموم نحو مصالح ذاتية و نخص بالذكر الفدرالية المغربية لناشري الصحف التي يرأسها السيد نور الدين مفتاح الذي كان في البداية من مناصري فكرة اللجنة المؤقتة، لينقلب فجأة ضدها لكونه لم يتم اختياره ضمن تشكيلة اللجنة المؤقتة بالرغم من كونه عمل كثيرا و عبأ لذلك، حيث قام بتأسيس فروع للفدرالية وصرف عليها الكثير و الكثير كخطوة منه للوصول لرئاسة المجلس الوطني كما يروج في الصالونات الاعلامية فكانت صدمته الكبيرة خاصة من المدة الزمنية لصلاحية اللجنة المؤقتة و التي كانت قد حددت في سنتين .
ولتتضح معالم التدبدبات في المواقف التي ظهرت انذاك لدى بعض التنظيمات الاعلامية منها الفدرالية المغربية لناشري الصحف واخص بالذكر فترة كورونا عندما بادرت الوزارة الوصية و بدافع إنقاذ المقاولات الاعلامية إلى تقديم الدعم السنوي قبل وقته “مارس 2020” ضمن العقد الذي انتهت صلاحيته في سنة 2019 مما جعل العديد من الأصوات في وقتها ترتفع مطالبة بمراجعة بنود هذا العقد التي اعتبرتها المقاولات الصغري والمتوسطة بالتعجيزية للاستفادة من الدعم السنوي، مما جعل الوزارة الوصية الاعلان عن دعم استثنائي في انتظار الخروج باتفاق جميع التنظيمات حول ماهية الدعم المخصص للمؤسسات الاعلامية.
أمام هذا الواقع الذي نزل كالصاعقة على التنظيمات الاعلامية و بشكل موازي ظهر للوجود تنظيم اعلامي جديد يحمل اسم جمعية الاعلام و الناشرين سرعان انضمت اليه جميع المؤسسات الاعلامية بما فيها الفدرالية المغربية للناشرين التي كانت ترأسها حينها السيدة بهية العمراني و التي لم تلبث إبان كورونا أن قدمت استقالتها بهدف حل الفدرالية(…)، لكن السيد نور الدين مفتاح تدارك الموقف و قام بإجراء ترميم المكتب المسير كما أسس فروعا تابعة للفدرالية.
يذكرانذاك، أنه في موضوع مناقشة حيثيات الدعم الاستثنائي الذي نزل كالصاعقة على مجمل التنظيمات الاعلامية، أقصت الوزارة الوصية جل النقابات و الجمعيات و المجلس الوطني للصحافة و الفدرالية المغربية لناشري الصحف من المشاورات ، و اتجهت بدلا من ذلك الى التشاور مع المولود الاعلامي الجديد الجمعية الوطنية للاعلام و الناشرين، في الوقت الذي كان رئيس الفدرالية نور الدين مفتاح يشن حملة ضد اللجنة المؤقتة و فكرة التمديد إذ لم يكن له رأي فيما يخص الدعم الاستثنائي الذي كان حينها موضوع الساعة في دواليب كل التنظيمات الاعلامية، في الوقت الذي فضل التقرب بشكل كبير من رئيس المولود الجديد الاستاذ السيد الديلمي مدير جريدة الصباح حينها، وبعد استقالة هذا الأخير اعتمد رئيس الفدرالية نفس الخطة التقربية من الرئيس الجديد السيد رشيد نيني الذي كان يشغل نائب الرئيس الأسبق الديلمي، و لم يلبث هو الاخر فترة ليستقل و يترك مكانه لمدير مؤسسة شوف تيفي السيد ادريس شحتان فيصطدم مفتاح بالجدار سميك علما أن لا تفاهم و لا تقارب له مع شحتان.
الان وقد صادقت لجنة التعليم و الثقافة و الاتصال في مجلس النواب على استحداث لجنة مؤقتة لتسيير قطاع الصحافة و النشر تكون مخططات و دسائس البحث عن المصالح الضيقة قد ذهبت أدراج الرياح و التي أغلبها صيغت و اقتيدت بغباء منقطع النضير…