لعل مشاهد استهداف الشرطة الأمريكية والبريطانية لذوي البشرة السوداء بالرصاص الحي يظهر إلى أي مدى اهتزاز مقومات ثقافة الحقوق في السياسة الأمنية لهتين الدولتين، فلازال السود بكل ما قاسوه من مظاهر التفرقة العنصرية على مر التاريخ يعانون من نفس التفرقة في زمن التغني بحقوق الانسان و تأصيل مستلزمات المساواة.
و لعل هذا ما كان وراء حراك شعبي كبير في بريطانيا ضد التفرقة العنصرية المتجسدة في صنيع الشرطة الأمريكية و البريطانية ضد السود، بحيث لجأ المحتجون إلى قطع الطرق الرئيسية بما فيها السيارة بواسطة الإطارات المشتعلة وهو صنيع اعتبره قادة التحركات الاجتماعية تلك بمثابة استراتيجية جديدة للحد من انتهاكات حقوق الإنسان ولفت انتباه الحكومتين البريطانية والامريكية إلى أن الشعوب لايمكن أن توافق و لا أن تجاري مشاهد التجاوزات و الخروقات لثقافة حقوق الانسان.
و الواقع أن ما أقدم عليه الأمن البريطاني عندما قتل رجلا أسودا بدافع كونه مسلحا لم تتقبله القوى الحية في بريطانيا التي رأت أنه صنيع على النهج الأمريكي المعروف بهكذا ممارسات.
من جهة ثانية وبالرغم من التفاوت التكنولوجي و العلمي بين الغرب و المجتمعات الاسلامية، فإن الملحوض في المجتمعات الاسلامية غياب هذا الميز العنصري بشكل تام مما يثبت صحة القيم الخلقية للدين الاسلامي و سيرة الرسول الأعظم التي أوضحت للأمة أن لافرق بين أبيض و اسود إلا بالتقوى…