تحتضن مدينة مراكش أيام 16 و 17 و 18 شتنبر الجاري أشغال دورة الاتحاد الإفريقي للتعاضد التي تشرف عليها التعاضدية العامة لموظفي الادارات العمومية بشراكة مع الوكالة الوطنية للتأمين بهدف استقراء واقع التعاضد في القارة الافريقية وحصر تجارب المغرب الرائدة في هذا المجال مع إطلالة معمقة على تجارب الدول الغربية في العمل التعاضدي عامة.
و كانت ثمرة هذا الملتقى الندوة التي انعقدت يوم الجمعة 16 من الشهر الجاري حول موضوع “الثالث المؤدي بين التوازن المالي لمنظمات الاحتياط الاجتماعي و دور التعاضد في ت سهيل الولوج للخدمات الصحية”. و لعل اختيار موضوع بهذا الحجم يعكس فطنة القائمين على هذه الندوة من حيث تقدير حجمه و أهميته باعتباره من ضمن الأولويات الإجتماعية بالنظر لمخلفات الأزمة الاقتصادية العالمية التي فاقمت من هشاشة الوضع الاجتماعي لفئات واسعة بالنسبة للولوج للخدمات الصحية.
وجاءت هذه الندوة لتعتبر بداية لفتح عدة أوراش تستهدف تعميم نظام الثالث المؤدي بغاية توسيع هوامش الخدمات الصحية الممولة من مؤسسات الاحتياط الاجتماعي و التأمين و التعاضديات، من هنا كان المنطلق من هذه الندوة الهامة التمكن من تعميق النقاش لوضع اليد على ما أمكن من الوسائل الكفيلة باختيار نظام الثالث المؤدي و دعمه كوسيلة ناجعة لتقوية التغطية الصحية.
و الواقع أن هكذا منطلقات و رؤى انبنت أساسا على مراعاة حجم كلفة المصاريف الصحية التي تتجاوز 54 بالمائة من مجموع النفقات الصحية وهي بحق مكلفة وتشكل عبئا ثقيلا على المواطن.
من ناحية أخرى تأتي هذه الندوة لتأصل روابط التعاضد المغربي الافريقي في إطار الحركية المغربية الافريقية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس و بخاصة مع الدول الأعضاء في الاتحاد الافريقي للتعاضد دون إغفال استثمار تجارب الدول الرائدة في هذا المجال من أمثال فرنسا و اسبانيا و البرتغال بهدف إقناع الحكومات الافريقية بضرورة تبني اختيار الثالث المؤدي كاستراتيجية محبكة للإلتفاف على الفقر و الهشاشة.