التهميش والعزلة يغرقان تجمعا سكانيا بالصخيرات.

الصخيرات: م.ح.
ما إن يدلف المرء إلى إقامة جوهرة الصخيرات- فضاءات السعادة- حتى تستقبله رائحة كريهة منبعثة من قنوات المياه العادمة. فوراء البنايات المشيدة حظيثا تتوارى معاناة يومية تكشف أن الأمور ليست على مايرام على الأقل من الناحية الشكلية.
فإلى جانب رداءة البنية التحتية، تعاني الساكنة من غياب مرافق عمومية حيوية من قبيل مركز صحي وملحقة إدارية ومركز للأمن وغير ذلك من التجهيزات والمنشآت القادرة على تخليص ساكنة الإقامة من معاناة سيزيفية.
الإقامة تفتقد لأبسط ظروف العيش الكريم، غياب وسائل نقل تؤمن الربط بين الإقامة ووسط المدينو بسبب ضعف بنية الطرق وانتشار الحفر، ما يجعل سائقي سيارات الأجرة يتحاشون المرور من التجمع السكاني رفقا بمركباتهم.

وسط إقامة جوهرة الصخيرات وخلف عمارات متناسقة الطول والطلاء ، يبدو المشهد مألوفا؛ لكن سرعان ما تقع عين الزائر على فضاء يشبه منظره من الأعلى حيا موحشا ومنكوبا في إحدى القرى المنسية وراء جبال الأطلس.

جولة واحدة بإلإقامة لا تكفي الزائر لمعرفة حجم المعاناة؛ فالفوضى العارمة هي السمة الأساسية والعنوان البارز للمشهد العام هنا، أينما وليت وجهك ترى الفوضى، وكلما توغل الزائر، يزداد حجم البؤس، وتزداد الأمور سوءا.

ولكل هذه الإختلالات تطالب ساكنة جوهرة الصخيرات جميع المتدخلين بضرورة التعاطي مع مشاكل الإقامة ومحاربة الفوارق المجالية داخل تراب الجماعة نفسها، عبر مباشرة مشاريع ناقصة التجهيز ضمانا لحقها في التنمية المنشودة والرقي بها والنهوض بأوضاع عيش المواطنين.