الجدية في الخطاب الملكي آلية للرقي بالمسار التنموي إلى الأفضل

SM le Roi adresse un discours à la nation à l’occasion du 65è anniversaire de la Révolution du Roi et du Peuple

الجدية كلمة تكررت كثيرا في خطاب صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله بمناسبة الذكرى 24 لعيد العرش المجيد.
فلماذا يؤكد جلالته على هذه الكلمة؟
إن الشخص الجاد هو الذي له هدف واضح يسعى لتحقيقه بعزم و إصرار و همة عالية، و هو في نفس الوقت يعرف جيدا ما له و ما عليه، و يتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه، لذلك ربط صاحب الجلالة نصره الله كلمة الجدية بالمسؤولية و المحاسبة.
إن الجدية حسب الخطاب الملكي السامي هي المدخل الأساسي لكل عمل ناجح، و هي السبيل الوحيد للارتقاء بالمسار التنموي الذي يعرفه المغرب إلى مستوى أفضل، و هي اساس الإبداع و الإبتكار و الاختراع.
إن الرؤية الثاقبة لصاحب الجلالة نصره الله مكنته من الوقوف على مكامن الضعف و المعيقات و الصعوبات الحقيقية في عجلة المسار التنموي لمغرب اليوم، و قد جاء الحل سريعا في خطاب ذكرى عيد العرش المجيد بجعل كلمة الجدية أصل كل تغيير في جميع المناحي و المجالات.
إن الجدية في العمل و المعاملة و الاستثمار و معالجة القضايا السياسية و الاجتماعية و الثقافية و الشؤون الداخلية و الخارجية هي مفتاح كل نجاح و تقدم، و هي ركيزة أساسية في تحقيق الاستقرار الداخلي و تطوير الاستثمار الداخلي و الخارجي…
لقد حقق المغرب تقدما ملحوظا في ملف وحدتنا الترابية، و لأن القضية أخذت على محمل الجد فقد حققت الدبلوماسية الخارجية نجاحا كبيرا بفضل التوجيهات السامية لصاحب جلالة الملك في أكثر من خطاب، حيث أكد على أن الاعتراف بمغربية الصحراء هو المحدد الأساسي لعلاقتنا مع كافة الدول، الأمر الذي يوضح بجلاء جدية مؤسسات الدولة و الهيئات القضائية و الحزبية و المجتمع المدني و المواطنين في التعاطي مع قضية الوحدة الترابية على أنها خط أحمر.
و عملا بمبدأ الجدية فإن علاقتنا مع الجارة الجزائر كانت دائما بعيدة على الحماس و العواطف و ردود الفعل و التهور، فصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله عمل دائما على تحكيم العقل و الحكمة في جميع قراراته و على نهج سياسة اليد الممدودة بالخير.
فمن خلال الجدية يمكن لمؤسسات الدولة أن تحسن علاقتها مع المواطن و أن ترقى إلى المستوى المنشود في تحقيق الديمقراطية و العدالة و جلب الاستثمارات الأجنبية و تحسين الظروف الإجتماعية و الصحية و التعليمية لكافة المواطنين.
و لأهمية الجدية في بناء الدولة، فإن صاحب الجلالة الملك محمد السادس و من خلال نظرته الشاملة لأمور الدين و الدنيا اعتبر هذه الكلمة منهجا عمليا و مدخلا أساسيا في سكة التغيير نحو الأفضل لمغرب يؤمن بقدراته الإبداعية و الابتكارية في تحقيق التقدم المنشود.