الحلقة(2): نحن والسفير محمد عادل أمبارش…

خطر على بالي في هذه المناسبة العابرة، أن أرى سفير المملكة المغربية المعتمد في باكو، ما كل مرة تتكرر مثل هذه الزيارات

اذربيجان من الدول التي يعتمد فيها المغرب سفيرا، نفس الأمر بالنسبة لجمهورية أذربيجان، لها سفارة في الرباط، والسيد طارق علييف هو السفير المعتمد في الرباط. رجل تغلب طيبوبته على طابع الدبلوماسية لديه.

عندما تجتمع الطيبوبة والأدب الديبلوماسي في أي سفير أو قنصل، يرفع ذلك من شأن البلد كله.هكذا شعرت أيضا مع السفير المغربي في باكو السيد محمد عادل أمبارش.

لم يخطر على بالي أن أعود دون التعرف به واللقاء به. توجهنا انا وزميلي الى السفارة المغربية ما هي الا دقائق حتى أوصلتنا السيارة الى بابها.

تقع السفارة المغربية في حي أنيق شرق العاصمة باكو. وقفنا في المدخل، وبينما كنا نتحدث مع موظف كلفه السفير بالاتصال بنا كما بلغنا بذلك لاحقا، سمعنا السفير شخصيا ينادينا بإسمينا حيث في الوقت الذي أخذ الهاتف ليسأل عنا، فاجأناه ونحن نطرق عليه الباب. التقت النوايا الطيبة.

تحدثنا مع السيد السفير، مر الوقت بسرعة. يشعر المرء أنه عندما تكون الأوقات ممتعة، يمر الوقت بسرعة.

علمنا من خلال السفير محمد عادل أمبارش ان هناك انشطة فنية يحييها فنانون في هذا الركن البعيد من القارة العجوز. في اذربيجان تحديدا، ستعرف فنانة مغربية موسيقى كلاسيكية وستحل فرقة مغربية لكناوة لتحيي سهرة، مثل هذه الأنشطة، تدخل في سياق الدبلوماسية الفنية أو الثقافية. لا شك انها تزيد من الاشعاع الثقافي للبلد. لأن الفن الكناوي تبوأ العالمية، واصبحت له مهرجانات دولية اوصلته الى هذا المقام.

كانت الظروف مناسبة لنتحدث مع السيد السفير، في جانب من مهامه، موضوع الجالية المغربية في أذربيجان، المغاربة قليلون في هذا البلد، توجد جالية محدودة العدد، لكن المغاربة يهيمنون نوعيا بتميزهم هناك تفاصيل بهذا الصدد، لا بد من ذكرها ولو باقتضاب.

عندما حطت الطائرة أول مرة بمطار العاصمة باكو، أثار انتباهي التصميم العمراني لهذه المنشأة الحديثة. كان لزاما أن أبحث وأسال كيف أن مطار باكو يشبه نسبيا مطار محمد الخامس بالنواصر.

لم يخيب الجوابي تخميني. حيث بلغ الى علمي أن نفس المهندس المعماري الذي وضع التصميم لمطار الدار البيضاء، هو نفسه مصمم مطار العاصمة الاذرية.

عندما أنهى المهندس المعماري المغربي واسمه جواد الإشراف على أشغال الورش الكبير. استقبله الرئيس الهام علييف، وشكره بطريقته، ومتعه بالجنسية الأذربيجانية تشريفا له.

وأكثر من ذلك وظفه مديرا لذات المطار الى اليوم. وربما اصبح صهرا للرئيس، وبات فردا من العائلة الحاكمة، كثير من المغاربة يؤثرون في المكان بذكائهم، ويتركون ايضا الأثر في الزمان بدهائهم،كان السيد السفير لطيفا للغاية. كلف بنا من جال بنا في العاصمة.

باكو مدينة نظيفة وجميلة دعانا السيد السفير الى مأذبة غذاء، عدنا من الجولة ووجدناه ينتظرنا في أحد مطاعم باكو المعروفة. استجبنا للدعوة مبدئيا، لم يكن هناك ما يدعو لأي تحفظ.

لا تختلف الحياة كثيرا بين المغرب وأذربيجان. نفس أسعار المواد الاستهلاكية تقريبا، تشابه في سعر الحليب والماء. السائل الواحد الذي يستهلكه الأذريون بأثمان في المتناول هي الوقود بمختلف أصنافه. حوالي 3 دراهم للتر الواحد. ليس هناك سر، فاذربيجان بلد نفطي.