الخطاب الترامبي المباشر و أبعاد الحرج العربي

لم يسبق أن عرف تاريخ الرئاسيات الأمريكي خطابا حادا و مباشرا بكل مواصفات الإحراج كما هو عليه الحال مع الرئيس الحالي دونالد ترامب. فخلال لقائه الأخير مع الرئيس الفرنسي صرح ترامب بكل وضوح و مباشرة أن هناك بعض الدول العربية الثرية التي ما كانت لتتعدى أسبوعا من وجودها لولا الدعم و الحماية الأمريكية، لذلك حسب ترامب عليها أن تدفع و تدفع مقابل ذلك.

و الظاهر أن ترامب يحسبها ماديا جيدا، فهو اعتبر أن ما دفعته أمريكا من تريليونات في الشرق الأوسط لابد من استعادتها من تلك الدول الثرية المحمية من طرف امريكا على حد تعبيره مشددا أنه لا يجوز أن تبقى القوات الأمريكية في سوريا و يجب تعويضها بقوات عربية تنتسب لتلك الدول التي تحث أمريكا على عدم الإنسحاب من بؤر الصراع تلك.

الكثير من الدوائر السياسية عللت خطاب ترامب المباشر هذا بسعيه المحموم إلى التسلط على المدخرات المالية لتلك الدول على اعتبار أنه غير مهتم بالدرجة الاولى لانتصار سوريا و لا لانتصار المعارضة، و أن توجهاته الاقتصادية هي الطاغية على المنحى السياسي عند ترامب الذي يرى في ازدياد تعقد الوضع في منطقة الشرق الأوسط فرصة لكسب المزيد من الأموال ليس إلا…