بات جليا ليس اليوم فقط لكن بالأمس القريب والبعيد أن الوضع في ليبيا لا يزداد إلا سوء وتدهورا مبشرا بكل معالم الخطورة التي لا يستطيع أيا كان أن يحدد مدى جسامة نتائجها ولا حتى مجالها المكاني على المستوى العالمي.
و إذا كانت العديد من الدول قد عبر ت عن مخاوفها مما يحدث وما سيحدث في ليبيا فإن خطوات من أجل الحد من ذلك لا تتجاوز عتبة الحشمة والتصريحات التي لا تقدم ولا تؤخر في الوقت الذي تتمدد فيه داعش في مساحات ليست بالهينة على التراب الليبي وكذا العديد من المليشيات المسلحة التي تدين بالولاء لعدة جهات إقليمية وعربية وحتى دولية.
بيت القصيد في كل ما يجري ويدور في هذا البلد المغاربي هو الصمت العربي المحير, صمت لا يحيد عن موقع المتفرج الذي تبوأته الجامعة العربية التي يحثها ميثاقها على التدخل بكل الوسائل السياسية والدبلوماسية لرأب الصدع هناك والحد من الفلتان الذي أصبح السمة المميزة للواقع الليبي.
الجامعة العربية غائبة, وكأن الموضوع الليبي لا يهمها لا من قريب ولا من بعيد, وعدد من الدول العربية المؤثرة على الساحتين العربية والدولية هي الأخرى حالها ليس أحسن من حال الجامعة العربية, بل هناك دول عربية نازلة بقوة في دعم جماعات هناك خدمة لأجندات معينة.