طنجة بعيون الجالية المغربية المقيمة بألمانيا

بقلم/ رشيد اقريش

إن التحول الهائل الذي عرفته عروسة الشمال مدينة طنجة، على مختلف الأصعدة الأمنية والاقتصادية والسياحية والبيئية، يثير اهتمام واندهاش كل زوارها مغاربة كانوا أم أجانب. وهذا حال علي السعماري، الأستاذ الباحث بألمانيا، ورئيس المجلس الفيدرالي المغربي الألماني بألمانيا، الذي انبهر خلال زيارته لمدينة طنجة رفقة ثلة من طلبته بالنموالمنقطع النظير الذي عرفته جهة طنجة تطوان الحسيمة حيث عرفت خلال السنوات القليلة الماضية تحولات وتغيرات اقتصادية وسياحية وبيئية وخدماتية وخاصة الأمنية. ولعل ما يفسر سر هذا التحول هوجدية القائمين على تدبير الشأن العام في هذه الجهة الذين توفقوا في تنفيذ بنجاح العديد من المشاريع المهيكلة التي سطرها البرنامج الطموح لصاحب الجلالة نصره الله.
وما استرعى اهتمامه أكثر في هذا الصدد، التحولات المهمة بمطار الدولي ابن بطوطة، بالإضافة إلى مينائها الدولي ” طنجة ميد” الذي يشهد عدة أوراش مهيكلة واعدة تندرج في إطار الرؤية الملكية السامية التي تولي أهمية لمنطقة طنجة المتوسط، كمنطقة إستراتيجية بالنسبة للمغرب ولشركائه. ذلك أن الموقع المتميز لطنجة جعل منها ثالث أكبر المدن المغربية، بعد العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، والعاصمة السياسية الرباط. علاوة عن ذلك فهي ثاني أهم مركز صناعي بعد الدار البيضاء، حيث تعد قلعة لمجموعة من الصناعات المتنوعة: المنسوجات، المواد الكيميائية، الميكانيكية، المعدنية والبحرية الخ.


وقد لاحظ رئيس المجلس الفيدرالي المغربي الألماني، ارتفاع رقم المعاملات الذي حققه ميناء طنجة المتوسط ومطار بوخالف وابن بطوطة خلال الفصل الأول من عام 2021، 2022.
كما اندهش بالتطور الحاصل في البنيات التحتية عموما وخاصة قطار فائق السرعة الذي يربط المدينة الساحلية بالمركز المالي المتطور في الدار البيضاء. ويروم هذا الإنجاز الهائل جذب السياح المترفين ورجال الأعمال والمستثمرين المغاربة من الفئة الشابة. ولم يخف على علي السعماري الدور المهم الذي تلعبه السفن السياحية، والموانئ الكبيرة في تنمية المنطقة، خاصة وان الشروط الضريبية فيها مماثلة لتلك الموجودة في جبل طارق.
وسجل علي السعماري، جدية مخطط التنمية والتهيئة لطنجة المتوسط الذي يراعي خصوصياتها وموروثها الثقافي اللامادي، ككثلة مندمجة في سياق تنموي بوأ المغرب مرتبة دولية في مجال الاستثمار الآمن.
كما ثمن في هذا السياق، مجهودات الإدارة العامة للأمن الوطني في شخص والي أمن طنجة، والدوائر الأمنية المتواجدة بتراب المدينة التي تبدل كل ما في وسعها لحماية المواطنين وممتلكاتهم وتسعى لراحتهم وأمنهم وطمأنينتهم.
وأكد الأستاذ الباحث السعماري، أن مدينة طنجة، أضحت ترقى إلى مستوى مدن أوروبا من حيث استتباب الأمن والأمان، بفضل رجالات الأمن الوطني بمختلف تنوعاتهم التي تؤدي دورا محوريا في العملية الأمنية، حيث سجل بأم عينه، حسن الاستقبال بمطار بوخالف، من قبل رجال الأمن الشباب المتصفون بحسن الخلق والتربية المهنية. ونظرا للحجم الكبير للزوار عبر مطار بوخالف، يأمل العديد من أبناء الجالية المقيمة بالخارج، بتوسعة المطار لما له من منافع كثيرة على المدينة على جميع مناحي الحياة.
وقد أعطى مثلا في هذا الشأن بالدائرة الأمنية الثامنة، حيث يقيم فيها خلال فترات عطلته، التي أصبحت تنعم بالهدوء والأمن في شوارعها وازقتها. وهذا الانطباع الإيجابي عن المدينة، حفزه على تشجيع العديد من طلبته بألمانيا لزيارة مدينة طنجة ليشاهدوا حجم وضخامة التحولات الكبرى والاوراش التنموية التي تعرفها المنطقة، ومن ثم تشجيعهم على ربط الصلة بلادهم الأصلي عن طريق السياحة ولما لا، شراء عقارات أوالاستثمار بها.
واندهش رئيس المجلس الفيدرالي المغربي الألماني، بالصرح العظيم للمركز الجامعي محمد السادس، إنجاز المركز على مساحة إجمالية قدرها 23 هكتارا بالقرب من المركز الجهوي للأنكولوجيا وكلية الطب والصيدلة، الذي يدخل ضمن سياسة القرب للبنيات التحية الصحية وتعزيز مفهوم الدولة الاجتماعية.
وأشار في الأخير إلى أن، الشركات الألمانية التي كانت تستثمر في السابق بشكل أساسي في إنتاج المنسوجات في طنجة، تعمل الآن على توسيع الخدمات اللوجستية والتكنولوجيا والخدمات في البلاد. ووفقاً للبنك الاتحادي الألماني، يعتبر المغرب الآن، هوثاني أهم موقع استثماري لألمانيا في القارة بعد جنوب إفريقيا.