الفنان المسرحي بوشعيب التدلاوي يروج للفن المغربي بالديار الكندية.

بوشعيب التدلاوي وجه مسرحي معروف على الصعيد الوطني منذ التسعينيات، فنان موهوب يتوفر على مهارات متعددة، أصوله من جهة الأب من تادلة ومن جهة الأم من منطقة قلعة السراغنة ( موطن قبائل الرحاحلة)، نشأ الطفل بوشعيب في حي السرغيني الشعبي بمدينة الخميسات، منذ نعومة أظفاره كان المشاغب الصغير يقوم بحركات وتعابير جسدية تنبئ على مواهبه التي تؤهله ليكون فنانا أو رياضيا.

في مرحلة الفتوة والشباب دخل بوشعيب التدلاوي فضاء دار الشباب الزرقطوني، هذه المؤسسة العريقة التي إحتضنت العصر الذهبي لمسرح الهواة في المغرب مستهل السبعينات، حيث عرفت ميلاد أشهر الجمعيات الثقافية أبرزها جمعية النهضة على يد العديد من الكفاءات الثقافية الخميسية..، فجمعية النهضة تكاد تقترب من الأسطورة ثم تتالت جمعيات تسير على المنوال نفسه مثل الجرس والإشعاع وغيرهما من الجمعيات الهادفة، في هذه الدار الشبابية أشرق أبو الفنون لتلامس أشعته جميع أرجاء الوطن.

وسط  هذه البيئة التربوية الصِحِّية فنيا وثقافيا وبالأخص مسرحيا تشرّب بوشعيب أبجديات مسرح الطفل والفكاهة التربوية بالمشاركة في عروض الثنائي الشهير” مسمار و مسيمير”، ثم خاض تجربة مماثلة  في الثنائي المعروف ب ” كاف كف مزوق الكتاف” وإشتغل مع الفنان المسرحي محمد اعرارة، بينما كان ظهوره التلفزيوني الأول في برنامج ” سباق المدن” للمخرج شكيب بن عمر رحمه الله، ليساهم في برنامج ” القناة الصغيرة ” رغم بعض الصعوبات. إضافة إلى إشتغاله الفني مع الفقيدتين فاطمة العلمي وشتيوي الممثلتين المسرحيتين رحمهما الله، وبعد ذلك شارك في العديد من الأعمال الركحية مثل مسرحية ” الكنز والساحر” من تأليف احمد الظريف، ومسرحية ” هتلر في بلاد الخير” لسعيد الظريف ، وفي العديد من المهرجانات المحلية والإقليمية والوطنية مثل العاصمة الرباط التي شهدت عرض مسرحي تحت عنوان ” حلم “  الذي دخل غمار الإقصائيات الجهوية لمسرح الشباب، هذه المسرحية المستوحاة من تجربة هجرته السرّية إلى إسبانيا حيث إنتهى به المطاف في قبضة الحرس الإسباني ( غوارديا)، سبق له أن حكى عنها  للفنان يونس الهري بعد عودته إلى ارض الوطن، ليقوم يونس بتحويلها إلى نص مسرحي يستلهم التجربة الواقعية فتبلورت مسرحية على الخشبة ، كما شارك في مهرجانات بأصيلة ومكناس..، ولم يقف المبدع بوشعيب عند المشاركة بل ساهم في تنظيم مهرجان للمسرح في دار الشباب الزرقطوني أيام كان المرحوم بن إدريس مديرا لها، حيث نال جائزة احسن تشخيص رفقة جيهان لمراني التي فازت بجائزة احسن ممثلة، شارك في الأداء التشخيصي ممثلا في مسرحية ” السيد ميم ” للمخرج كريم الفحل الشرقاوي التي جالت مدن البلاد.

إلى جانب إبداعاته المسرحية التشخيصية يختزن بوشعيب موهبة موسيقية ملفته للنظر والسمع، يشتغل بإتقان على الإيقاعات والأهازيج التراثية، وهو أول من أدخل فن الدقة المراكشية إلى إقليم الخميسات حيث أسس فرقة ” لوزا ” التي قدمت عدة عروض في مناسبات خاصة وعامة ، لتضيف لونا إيقاعيا جديدا على الموجود من إيقاعات في المنطقة.

بعد هذه المسيرة الفنية الحافلة بالإبداع، يكتب له الرزاق مورد رزقه في ديار المهجر بكندا ، وتحديدا في العاصمة الإقتصادية للبلاد مونتريال، إذ يزاول عمله كفنان في هذه المدينة الصاخبة التي لا تنام ، ناقلا الثقافة الشعبية المغربية عبر إيقاعات الدقة المراكشية المُبهجة وبعروض تقديم الأتاي بالبرّاد في لوحات فنية تأسر الأنظار مُتزيِّنا بجلباب مغربي أصيل، وصدق من قال  أن التراث سفير البلدان. بوشعيب التدلاوي رغم إنشغاله التراثي الموسيقي، يطمح بأن يعود إلى خشبة المسرح في تجربة عرض جديد في مونتريال.