بمناسبة إنعقاد المؤتمر العام لإتحاد الشبيبة الإشتراكية الديمقراطية في العالم العربي (دورة فلسطين) بفضاء تيكنوبوليس (سلا) من 27 إلى 30 ماي، المؤتمر الذي شهد مشاركة ثماني دول عربية ضمنها المغرب وهي ” ليبيا ـ الأردن ـ اليمن ـ فلسطين ـ تونس ـ موريتانيا ـ البحرين. إلتقينا جواد شفيق القيادي الإتحادي البارز والمنتدب من طرف الكاتب الأول للحزب الإتحادي لمتابعة مؤتمر الشبيبة الإشتراكية الديمقراطية في العالم العرب.
جوابا عن سؤال يتعلق بدلالة إختيار إسم فلسطين لهذه الدورة، قال:
” كان سيكون خطأ، ومن الحُمق أن لا نعتمد تسمية هذا المؤتمرب ” دورة فلسطين” نظرا للأوضاع، فلسطين كانت حاضرة منذ النكسة ( هزيمة 1967) وقبل النكسة، بإعتبارها أرض المسجد الأقصى والقدس الشريف، وبعد النكسة أصبحت حاضرة بشكل مستمر.
وبالنظر للوضع الحالي المأساوي بكل المقاييس، كيف للإنسان ان ينام مرتاحا وهو يشاهد أشلاء الأطفال، كانوا يموتون بالرصاص ..الآن يموتون بالجوع..بالبرد..في الشوراع..وتحت الخيام، ويمكن أن يصل الوضع كما حدث في حصار لبنان ( واقعة حصار بيروت الشهير إبَّان الإجتياح الإسرائيلي في مستهل الثمانينيات) صدرت فتوى بجواز أكل الإنسان اللبناني لجثة أخيه، وعلى هذا نخاف أن يصل الوضع بشعبنا الفلسطيني في غزة إلى هذه الدرجة.
إذن من الطبيعي، امام آلاف الشهداء والدمار والخراب، وأمام آلة التقتيل اليومي والممنهج وصمت الضمير الإنساني سياسيا وأخلاقيا، وعجزالمنتظم الدولي المنافق الذي يكيل بمكيالين. أمام كل ذلك، فهذا أقل ما يمكن ان نفعله كأحزاب إشتراكية ديمقراطية وكشباب، وتغليبا للبُعد الإنساني المتضمن للقيم الرحمة والشفقة والمحبة..لهذا قررنا ان نطلق تسمية فلسطين على هذا المؤتمر.
وفي سؤال حول الحالة الراهنة المأزومة التي يتخبط فيها العالم العربي أجاب القيادي الإتحادي:
الوضع مخزي ومخجل جدا، وقد عبّرت عنه قصائد الشعراء وكتابات الأدباء، أنا في كلمتي للإخوة المؤتمرين قلت أن إمكانياتنا كعرب ضخمة سواء على مستوى الثروة البشرية أو على مستوى الثروات الطبيعية فوق الأرض وتحت الأرض وفي البحار والغابات ..لدينا كل الموارد التي تؤهلنا ان نكون من أحسن الأمم والتي تُخوِّل لنا ان نكون قوة إقتصادية وعسكرية، وان نكون منافسين للغرب.
أنظر للدول الغربية التي دخلت في حروب طاحنة بين بعضها البعض على مدى قرون، لم تشهدها الدول العربية فيما بينها بهذه الضراوة والشراسة الدموية، اليوم بعد ان إتحدوا.. إقتنعوا بأن الحرب ليس فيها رابح فالجميع خاسر، يمكن أن ينتصر طرف من الأطراف..لكن كُلفة الخسائر باهظة على مستوى الأرواح وفي العُمران والإقتصاد..، لهذا مخجل جدا أن تجتمع الجامعة العربية التي أصبحت مجرد ظاهرة صوتية، وكما يقولون موقف السيارات التابع لمبنى الجامعة العربية أهم من المواقف التي تعبّرعنها، فالمنتظم العربي مُشتت ..وكثير من الدول العربية أصبحت منشغلة بشؤونها الداخلية مثلا سوريا والعراق ..ليبيا ، السودان، الصومال..، يعني الدول العربية مشغولة بحروبها الأهلية الطاحنة او مشغولة بجوارها مثلما هو حالنا مع الجزائر. أعطيك نموذجا، نحن في المغرب العربي لو سِرنا في مشروع وحدة المغرب العربي اتي إنطلقت سنة 1989 على المستوى العسكري كان يمكن ان نكون القوة السادسة عالميا، وعلى صعيد الثروات يمكن ان نكون قوة منافسة، لأن الجزائر وليبيا لديهما ثروات من النفط والغاز، نحن في المغرب لدينا إمكانيات فلاحية وبحرية هائلة، تونس لديها مواردها.. إضافة إلى موريتانيا.”
و في هذا الصدد قال جواد شفيق في إجابته عن سؤال الجريدة حول أسباب عدم إلتزام الدول المغاربية بهذه الإتفاقية التاريخية ( مراكش)، مثلا على الصعيد العسكري إبَّان الحصارعلى ليبيا في عهد القذافي:
” اليوم، بدل أن نتوحد ونستثمر في الإنسان، وأن نعتبر الأفق مفتوح أمامنا لنكون أمة متحضرة ومنافسة لباقي الأمم، فنحن الأمة العربية لسنا مجرد دول بلا جذور تاريخية .. بل نمتد منذ القِدم، فبدل الوحدة تعيش بعض أقطارنا حروبا داخلية طاحنة بين أبناء البلد الواحد يُقطعون أوصال بُلدانهم. وبالنسبة للمشاريع المهددة للأمة العربية :
المشروع الصهيوني ، المشروع التركي العثماني، المشروع الفارسي الإيراني.
لاحظ معي في لبنان، العراق، وفي سوريا واليمن، الأدوات التي تحارب بها إيران هي أدوات عربية، لكن هل سبق لك ان سمعت إيرانيا مات من اجل فلسطين او قاوم وإستشهد، أخطر ما يتهددنا هو المشروع الإيراني لأن لديه عقدة تاريخية تُجاه العرب منذ القدم.”
وعن نعت مشروع ملالي طهران بإسرائيل الكبرى قال :
” تماما، فهُم يحاربون إسرائيل بالشعارات، ويدفعون العرب للموت..الحوثيون هنا… جند الله هناك..إلى آخره، ثم المشروع التركي العثماني ، لديهم عقدة مركبة تجاه العرب ويكرهون كل ماهو عربي، لأنهم يعتبرون تاريخيا أنه منذ أن حرروا ( فتحوا) القسطنطينية فهُم خلفاء الله في الأرض والمُؤتمنون على الإسلام، وهم من يجب ان يستمروا في قيادة العالم الإسلامي، والحالة أنهم اكبر حليف لإسرائيل، لا يُناصرون فلسطين إلا بالكلام، في واقع الأمر هم يتعاملون بمنطق المصالح والتوازنات الجيو الإستراتيجية الإقليمية في المنطقة