“فلاديمير بوتين” عميل الكاجيبي( المخابرات السوفياتية) السابق، صعد نجمه السياسي على يد الرئيس الروسي الراحل “بوريس يلتسين” وريث روسيا الفاقدة لمركزيتها السوفياتية وللجمهوريات الموالية لها من بحر البلطيق الى آسيا الوسطى، تلك الإمبراطورية الحمراء ..الإتحاد السوفياتي رأس المعسكر الشيوعي وذُيوله الإشتراكية بمختلف التَلاَوين والتسميات في القارات الخمس.
“فلاديمير” كان منذ ِريعان شبابه يُتقن فن الصمت، فالثرثرة عدوة رجل المخابرات،عليه أن يُنصت أكثر مما يتكلم، إذا تحدث عليه أن يُسدد وفي التوقيت المناسب بما يجعل الجميع ينتبهون ويتفاعلون مع الفكرة أو الإقتراح أو الخطة الملائمة لموضوع ما في السياسة الداخلية أو الخارجية، هذا الصمت والإذعان للرئيس “يلتسين”، جعل الأخير يثق فيه كثيرا ويُكلفه بمهام،حتى أتى وقت ميراث الرئاسة..من يصلح خليفة للرئيس بوريس؟ الذي خلَف بدوره “غورباتشوف” صانع البيرسترويكا( إعادة البناء) التي لم ينتج عنها البناء من جديد للاتحاد السوفياتي بقدر ماكانت مِعول الهدم التاريخي والإيديولوجي للمعسكرالأحمر، من دق المسمار الأخير في نعش مهد ثورة العمال والفلاحين.
بوتين يبقى إمتدادا لسلطوية القياصرة الروس، قبل ذلك لسلطوية “إيفان الرهيب” من حكم موسكو بالحديد والنار،كان مجرد ذكر إسمه ترتجف له فرائص السامعين في ذلك الزمان. الرئيس الحالي لروسيا الإتحادية يخوض حربا بلا هوادة ضد أوكرانيا المدعومة بالمال والسلاح والإعلام من دول حلف شمال الأطلسي والإتحاد الأوربي، هو مزيج من التسلط والدهاء، مزيج من ستالين وتشرشل إلى حد ما، ليس مجرد قبضة من فولاذ، هو قُفاز من حرير أيضا.
بقلم / رشيد ازروال