هل يعلم القائمون على أمور التلفزيون الجزائري الرسمي بواقعة العالم التحليل النغسي “سيغموند فرويد” الذي حضر مؤتمرا طبيا بالنامسا, وكان رئيس المؤتمر يعلم مسبقا أنه مكلف بالإعلان عن افتتاح أشغال المؤتمر خلال جلسته الإفتتاحية, لكن عوض ذلك أعلن في ذات الجلسة الإفتتاحية عن انتهاء أشغال المؤتمر الطبي وهو لم يبدأ بعد.
كل الحظور انداك ضحك إلا شخص واحد هو العالم سيغموند فرويد الذي لم يقتنع بأن الرئيس في جلسة الافتتاح يعلن عن انتهاء الأشغال مما جعله يتقرب منه طيلة فترة أشغال المؤتمر ليعلم منه بكل يقين أنه لم يكن راضيا على حضوره المؤتمر.
هذه الواقعة نسوقها للقائمين على التلفزيون الجزائري الذين عاقبوا المذيعة هند الحمداوي التي سمت الصحراء المغربية بدل الغربية التي دأب الإعلام الجزائري على الترويج لها في موقف منحاز ومعادي للمغرب, و أن ما نطقت به المذيعة الحمداوي هو عين الصواب وحجة اليقين, وهي إلى جانب العديدين من الجزائريين يؤمنون غاية الإيمان أن الصحراء مغربية, و أن موقف سياسييهم لا ينبني على أسس سليمة ويدخل في إطار المزايدات وشحن العداء المجاني للمغرب, وهذا طبعا على حساب مستقبل منطقة المغرب العربي ككل والتي تتوفر على الامكانيات المؤهلة لتجعل لها مكانتها التي تستحقها إقليميا وقاريا وعالميا, في زمن لم يعد فيه مكان للكيانات القزمة من شاكلة البوليساريو التي تدعمها الجزائر بكل الوسائل الممكنة.
صدقا ما نطقت به هند حمداوي منبعه الايمان بعدالة القضية المغربية, أما قرار إدارة التلفزيون بتوقيف المعنية بالأمر لن يغير من الحقيقة شيء ويبقى قرارا يتبوثق في خانة المزايدات السياسوية الجزائرية المعروفة والمتداولة…