لاشك أنه من المبالغ فيه التأكيد على أن الأحزاب السياسية تراهن على الكفاءة في منح تزكياتها لمرشحيها، لكون هاجسها الأكبر هو عدد المقاعد التي يمكن أن تحصدها و التي عبرها تضمن حقائب فب الحكومة. فقلما تجتمع الكفاءة و الشعبية في مرشح ما إلا ما نذر مما تنتج عنه الكثير من المشاكل و الاحتجاجات داخل كل الاحزاب بعد الحسم في تسليم التزكيات.
الغريب في الأمر هو كون عدد من المرشحين الذين أحسوا بالغبن داخل أحزابهم يلجؤون إلى أحزاب أخرى للحصول على التزكية حتى ولو كانت على نقيض توحهات أحزابهم الأم، لا يهم أن تكون يسارية و لايمينية وهنا التساؤل عن جدوى الإنتماء و مسار التأطير الحزبيين.
فما المطلوب من المرشح هل كفاءته وتجربته وخبرته أم فقط شعبيته؟ وهناك العديد من الكفاءات الوطنية المحصنة فكريا لكنها لا تتمتع بقاعدة شعبية من شأنها أن توصلها إلى البرلمان مما يحرم البلاد من عطاءاتها، وهناك أخرى لها قاعدة شعبية لكنها فقيرة لا تقوى على تغطية مصاريف الحملات الانتخابية فتنكفئ و تنزوي إلى الظل. وبين هذا و ذاك تبقى الساحة للمدعمين و أصحاب الشكارة …