لا يختلف إثنان في كون منطقة المغرب العربي غير مؤمنة ولا هي بعيدة عن لفحات الخطر القاعدي الداعشي المتطرف الذي استطاع أن يقلب العديد من الحسابات التي كانت حتى عهد قريب يعتمد عليها في مراكز قرار عالمية وغير عالمية.
و إذا كان المد التكفيري قد تمكن من قلب موازن قوى في بلدان عربية من مثل سوريا والعراق, فإن ما يحدث في ليبيا يجعل منطقة المغرب العربي قاطبة مهددة من تبعات الارهاب التكفيري الذي لا يلتزم برقعة جغرافية محددة ولا بحدود معينة, ولعل ما وقع في الجزائر وفي تونس كفيل بتوضيح مدى حجم الخطر القائم .
من هنا بات من الضروري وضع استراتيجية وقائية مغاربية من شأنها رصد تحركات القوى التكفيرية وتعقبها بالشكل الذي يمكن من شلها والحد من خطورتها, وهذا يتطلب بالفعل المزيد من اليقظة والحذر ودرجات عليا من التنسيق بين دول المغرب العربي, وهذا بالطبع لا يمكن تحقيقه ولا الوصول إليه إلا إذا تمكنت بعض الدول المغاربية من تجاوز الخلافات القائمة بينها كما هو الحال بين المغرب والجزائر, و أن تسعى الجزائر بالخصوص إلى بذل مجهودات في إطار محاربة الارهاب بدل هدر الطاقات عبر شن حملات دبلوماسية كبيرة على المغرب حول قضية وحدته الترابية, والكف عن دعم كيان البوليساريو الذي هو في حقيقة الامر تغذية دسمة للإرهاب, لذلك ينبغي على الجزائر تدارك الامر وعدم الاستمرار في التمادي في سياسية لا يمكن إلا أن تجر ويلات على المنطقة برمتها.
وينظر العديد من المراقبين والمهتمين بإشكالية التطرف أن الأوضاع المتردية في ليبيا على الخصوص باتت تشكل أرضية ملائمة للتمدد القاعدي مما يجعل منطقة المغرب العربي برمتها هدفا لمخاطر الإرهاب…