قرر المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية، التداول خلال إجتماعه المقرر عقده يوم الخميس ، في المقترحات المطروحة لإنقاذ “سفينة السنبلة” من الغرق وسلك الطريق الثالث لإخراج الحزب من الأزمة التنظيمية والسياسية والإعلامية التي يتخبط فيها منذ شهور، في ظل عناد الحركة التصحيحية للحزب، التي أضحت تعاند وتغرد خارج السرب، وذلك حتى لا يظهر الحزب بمظهر الضعيف الذي يبحث عن الخلاص أمام الرأي العام.
عضو بالمكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية، أكد أن المقترحات التي تقدم بها قياديون ونواب برلمانيون ووزراء سابقون لإنقاذ السفينة من الغرق، خلقت حراكا ونقاشا مستفيضا في الغرف المغلقة بين عدد كبير من الحركيين، خصوصا النواب البرلمانيين وبعض أعضاء المكتب السياسي ومجموعة من الشباب الحركي، الذين تفاعلوا بشكل إيجابي مع تلك المقترحات التي أصبحت تشكل ورقة جدية لإرجاع حزب الحركة الشعبية إلى مساره السليم والطبيعي.
وإعتبر ان الإختيارات المطروحة للنقاش والتداول، تعتبر خطوة مهمة وطريقا ثالثا معتدلا ووسطيا للخروج من الزاوية المغلقة التي وُضع فيها الحزب بسبب سيطرة الثلاثي المتحكم في الحزب، الأمين العام امحند العنصر، عضو المكتب السياسي حليمة العسالي، والمنسق العام محمد أوزين، على القرار داخل الحزب.
وبخصوص أفكار ومقترحات الحركة التصحيحية، أورد انه لا يمكن تبنيها جملة وتفصيلا لكونها تفتقر إلى منطق الواقعية وإلى قاعدة من المناضلين، بحيث ظل زعمائها يراوحون مكانهم بدون إعطاء تصور عملي وعقلاني لتدبير أزمة الحزب، واكتفوا ببعض الوصلات الإعلامية التي تعتبر إشهارا إستهلاكيا أكثر منه قوة إقتراحية لها امتداد جماهيري.
وشدد على أن الحركة التصحيحية لا تملك الأدوات الفكرية والتدبيرية لمعالجة الأزمة، بحيث يكتفي زعمائها فقط بإعلان نوايا لا يمكن تطبيقها على حزب متشعب الدهاليز والإرتباطات، لكون إدارة حزب له 60 سنة من التواجد ليست نزهة أو نزوة عابرة أو معركة شخصية تغلب فيها العاطفة بل هي خبرة بواقع حال الأحزاب المغربية بالفاعلين المؤثرين في المشهد السياسي، معتبرا أن الحركة التصحيحية تمارس العند الغير مجدي الذي تغلب عليه النزعة الشخصية والذاتية ولا يمكنها تحقيق أي نتائج ملموسة لكون التركيبة البشرية للتصحيحية غير منسجمة ولكل رأس فيها أهدافه الشخصية الخاصة و منهم من يريد الإنتقام لنفسه ومنهم من يريد أن يبين لأحزاب بعينها قدراته، يورد ذات العضو بالمكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية.
وإعتبر ان الفرصة متاحة الآن أمام قيادة الحزب لتبني تلك المقترحات العملية كخطوة إنتقالية قبل أن تصبح غير ذات جدوى مع ظهور نتائج الإستحقاقات الإنتخابية المتوقع أن يندحر فيها الحزب إلى رتبة أدنى من إنتخابات 2009 وتعصف بالقيادة الحالية للحزب.
هذا وقد خلقت الحركة التصحيحية لحزب الحركة الشعبية إزعاجا كبيرا لدى قيادة الحزب، من خلال عبد القادر تاتو المطلع على خبايا الحزب والمتمرس في المجال الإنتخابي، وعزيز الدرمومي الذي أحدث شرخا في أوساط الشباب الحركي وإستطاع أن يعقد مؤتمر للشبيبة الحركية، وهو الآن حائز على الوصل النهائي لجمعيته بقوة القانون بعد مرور 60 يوما على إيداع ملف الجمعية,