الملحن “خالد صبرهوم”…35 سنة من العطاء بسخاء

محمد بنسعيد إخوتير
ما أحوجنا في بلادنا الحبيبة لرجالات يخدمون وطنهم من خلال الجهات أو المدن التي ينتمون إليها في مختلف المجالات الثقافية والفنية والرياضية والاجتماعية وغيرها، مما يخلق دينامية وحركية تعود بالخير العميم على أطفالنا وشبابنا بتأهليهم ليكونوا رجالا قادرين على رفع كل التحديات في المستقبل، وأيضا تمثيل بلادنا أحسن تمثيل في مختلف المحافل العربية والقارية والدولية.

النموذج الذي نأخذه في هذه العجالة هو الفنان الموسيقي والملحن القدير والأستاذ في مادة الموسيقى خالد صبرهومالمتحدر من مدينة أكادير والمترعرع بحيها الشهير الفني والرياضي بامتياز “بنسركاو“، والذي حمل معه الهم الموسيقي بمدينته لأكثر من ثلاثة عقود ونصف رغم التهميش الذي لحقه كفنان مبدع بمدينته على عكس المدن الأخرى وكيف لا والمثل يقول (مطرب الحي لا يطرب)، حيث قرر منذ حوالي 20 سنة تأسيس معهد يعنى بالشأن الموسيقي بمدينته أكادير التي يعشقها حتى النخاع، وأطلق عليه اسم (معهد بيتهوفن للموسيقى والفنون الدرامية)، وهو مؤسسة معترف بها من طرف وزارة الثقافة والشباب والتواصل حيث تخرج منها العشرات من الموسيقيين والفنانين الشباب ذكورا وإناثا والكثير منهم أصبحوا يعززون المشهد الفني بوطننا العزيز وبلدان أجنبية أخرى.

الفنان والملحن خالد صبرهوم ذو الـ48 ربيعا والذي يرأس جوق وكورال المدينة التاسع لمعهد بيتهوفن المذكور، ولج عالم الموسيقى من بابه الواسع وعمره لا يتجاوز 14 سنة، ومع مرور السنوات توجت مثابرته ومجهوداته بحصوله على عدة ديبلومات وشواهد نسردها على التوالي وهي شهادة الجائزة الأولى في آلة العود بالمعهد الوطني للموسيقى بأكدال بالرباط، والثانية في الإتقان الأول في الموسيقى، وشهادة الجائزة الشرفية وهي أعلى شهادة يمكن الحصول عليها بالمعهد المشار إليه، إضافة إلى شهادة الدكتوراه في الموسيقى.

أما فيما يخص إنتاجات فناننا خالد صبرهوم فيبلغ عددها 81 عملا فنيا بين التأليف والأغنية وتتنوع بين ما هو عاطفي واجتماعي ووطني، فضلا عن أغاني للأطفال أبدع فيها هي الأخرى أيما إبداع، ومن بين ما أعد مؤخرا أغنية باللهجة الأمازيغية وبأسلوب حديث وتحت عنوان “مانزاكين آيمنو” وتعني “كيف الحال عشيري”، وهذه العبارة متداولة بشكل كبير وخاص بالحي الشعبي بنسركاو مسقط رأسه. الملحن خالد صبرهوم، الذي خصص جزءا من أعماله الوطنية للتغني بالصحراء المغربية العزيزة المسترجعة، ومن بين هذه الأغاني رائعته التي تحمل عنوان (الصحراء المغربية) وهي من كلماته وألحانه وأداء المجموعة الصوتية.

يقول الفنان خالد صبرهوم بأنه يجب تخليق الحياة الفنية بعدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين والمبدعين، وفي هذا الصدد يتحدث بحسرة عن حيف لحق به، إذ تم استغلال بعض مؤلفاته الموسيقية والإبداعية من ألبومه بعنوان (أحاسيس) من طرف مخرج معروف قام بتوظيفها في برنامج وثائقي بثته قناة فضائية عربية شهيرة يحمل عنوان (الصويرة مدينة التعايش) كان ذلك سنة 2017، والخطير في الأمر أن المخرج المذكور نسب المؤلفات الموسيقية الموثقة في اسمي لموسيقي ومؤلف وهمي أسماه “حكيم غالي”، وذلك بغاية الاستحواذ على المستحقات المالية المخصصة للموسيقى التصويرية للعمل المشار إليه من طرف المخرج المذكور، والقضية في يد العدالة الآن يضيف الملحن خالد صبرهوم.

ويختتم الفنان والأستاذ خالد صبرهوم الذي لا يتحدث كثيرا لوسائل الإعلام، بأنه يجب التحلي بالروح الفنية العالية والتعود باستمرار على ثقافة الاعتراف، وهنا يقف وقفة إجلال واحترام لوالدته السيدة الفاضلة زينب مساعد التي شجعته على طرق باب الموسيقى، مؤكدا بالمناسبة أن ما وصل إليه من شهرة وتألف في المجال الموسيقي يعود فيه الفضل لأستاذه الأب الروحي السيد محمد كلال، الذي أخذ بيده في الأول وعلمه الأبجديات الأولى في الموسيقى ويقول له بالمناسبة شكرا شكراشكرا.. ومذكرا في الأخير بأنه سيقيم على شرفه حفلا تكريميا سيعلن عن تاريخه في موعد لاحق، والله الموفق.