أشرف السيد مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، يوم الخميس 26 فبراير 2016، بمقر الوزارة، على توقيع اتفاقية إطار للشراكة بين وزارة الاتصال والهيأة الوطنية للشباب والديمقراطية من أجل إرساء برنامج للتكوين في مجال الترافع الرقمي حول الوحدة الترابية للمملكة، وذلك في إطار لقاء نظمته الوزارة بمناسبة تخليد الشعب المغربي للذكرى 58 لمعركة الدشيرة المجيدة التي خاضها أبناء القبائل الصحراوية دفاعا عن الاستقلال والوحدة، والذكرى 40 لجلاء آخر جندي إسباني عن مدينة العيون.
وتهدف هذه الاتفاقية، التي وقعها من جانب الهيأة الوطنية للشباب والديمقراطية منسقها الوطني، السيد سعد حازم، إلى تحديد إطار عام للتعاون والشراكة بين الطرفين من أجل وضع برنامج للتكوين في مجال الترافع الرقمي حول القضية الوطنية، والرفع من مستوى الأداء التواصلي لدى الشباب المغربي من مختلف الهيئات الحزبية وجمعيات المجتمع المدني، والقيام بمبادرات مشتركة، كل حسب إمكانياته واختصاصاته، لتأهيلهم للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. وتضع الاتفاقية هدف تكوين 5000 شاب في مجال الترافع الرقمي حول القضية الوطنية عبر مراحل وبرامج يتم الاتفاق حولها.
بمناسبة التوقيع على هذه الاتفاقية، أكد السيد الوزير على أن هذه المبادرة تدخل في إطار ترجمة التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، حيث دعا جلالته في خطابه السامي بمناسبة الذكرى 34 للمسيرة الخضراء المظفرة إلى “نهوض الهيآت السياسية والنقابية، والجمعوية والإعلامية، والقوى المنتجة والمبدعة، بواجبها في تأطير المواطنين، وترسيخ قيم الغيرة الوطنية، والمواطنة الحقة”.
كما أكد السيد الوزير على أن هذه الاتفاقية تعد تفعيلا لأحكام دستور المملكة، مشددا على أن الهدف منها لا يكمن فقط في تأهيل الشباب حول تاريخ الصحراء المغربية وتطور القضية الوطنية وأبعادها القانونية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتنموية والاستراتيجية، بل يرمي بالأساس إلى مضاعفة جهود تملك الشباب المغربي، من مختلف جهات المملكة، للقضية الوطنية المصيرية بما هي قضية كل المغاربة.
كما أضاف السيد الوزير على أن ذلك يتعزز بالثقة في قدرات الشباب المغربي ومعارفهم وإمكاناتهم ومبادراتهم، وبالانتقال إلى مرحلة جديدة في التدافع حول القضية الوطنية في العالم الرقمي، وعيا منا بالتحديات الجديدة التي يشهدها هذا المجال.
وأبرز السيد الوزير بهذه المناسبة، مبادرة البوابة الوطنية للصحراء المغربية “sahara.gov.ma“، التي تم إطلاقها يوم 9 نونبر 2015، في إطار جهود الدفاع عن الوحدة الوطنية والتعريف بقضية الصحراء المغربية، وتعزيزها بإطلاق حسابين على “الفيسبوك” و”توتير”، كمنصتين للتفاعل والتواصل والتعريف بالقضية الوطنية ومواجهة خطابات التضليل والتزييف لواقع الصحراء المغربية.
كما قدم السيد الوزير خلال هذا اللقاء، كتاب “الصحراء المغربية: حقائق وأباطيل”، من إصدار وزارة الاتصال، والذي يتطرق لأهم المقولات التضليلية التي تُستعمل في مواجهة الخطاب الوحدوي حول القضية الوطنية، ويقدم الردود العلمية والمنهجية عنها.
على إثر ذلك، توقف السيد الوزير عند عدد من الإجراءات التي تم إطلاقها إسهاما في الدفاع عن القضية الوطنية، والمتمثلة أساسا في إعداد 19 إصدارا في إطار سلسلة “دفاتر الصحراء المغربية” بأربع لغات، ومشروع “خيمة الصحافة” بالعيون كمركز للتكوين والتوثيق والاستقبال للصحافيين، بالإضافة إلى إطلاق مبادرة تكوين الصحافيين في الأقاليم الجنوبية، وإطلاق النسخة الأولى من المهرجان الوطني للفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، بالإضافة إلى تفعيل دعم إنتاج الأفلام الوثائقية حول التاريخ والثقافة والمجال الصحراوي الحساني، واعتماد إجراءات لحماية حقوق المؤلفين على مستوى الأقاليم الجنوبية.
من جهته أكد السيد سعد حازم، المنسق الوطني للهيأة الوطنية للشباب والديمقراطية، والتي تضم 16 شبيبة حزبية، على أن إطلاق برنامج التكوين حول الترافع الرقمي يعبر عن التقاء إرادة الحكومة والشباب الحزبي عبر هيأتهم الوطنية، في هذا المجال الحيوي، مبرزا أن هذه الاتفاقية ستشكل لا محالة دفعة نوعية للعمل الذي يقوم به شباب الهيأة في مجال الدفاع عن القضية الوطنية، سواء من خلال التكوين المباشر للشباب أو من خلال الترافع عن القضية في المحافل الدولية.
وقد تم على هامش هذا اللقاء تقديم “معرض ملحمة المسيرة الخضراء المجيدة”، والذي يعرض صورا تاريخية ونادرة توثق لملحمة المسيرة الخضراء المظفرة ومختلف مراحلها ومحطاتها.