بنعلي يُسقط أرضاً مِشعل المرحوم التهامي الخياري

سبق لمحكمة الاستئناف بالرباط أن قضت بتأييد الحكم الابتدائي القاضي بإفراغ جبهة القوى الديموقراطية في شخص ممثله القانوني (الأمين العام) من الفيلا الكائنة بشارع طارق بن زياد بحي حسان الرباط و بأدائه لفائدة المدعين (ملاك المقر) مبلغ 435000 درهم واجبات كراء المدة من 01-08-2016 إلى 08-09-2019 بحسب سومة 15000 درهم شهريا، بعد خصم مبلغ 135000 درهم تم أداءها سابقا .
وبعد صدور القرار الاستئنافي حاول الامين العام جاهدا مع ملاك المقر من أجل إعادة جدولة واجبات الكراء المتراكمة والتي فاقت المليون درهم، لكن ملاك المقر رفضوا التسوية، ليفاجئ الامين العام قبل شهر بإشعار بالافراغ من طرف مأمور التنفيذ بالمحكمة الابتدائية بالرباط يشعره فيه بضرورة تسليم مفاتيح المحل والا سيتم استعمال القوة العمومية لإفراغه، وهو الأمر الذي دفع بالامين العام الى استصدار قرار من طرف مكتبه السياسي من أجل نقل المقر المركزي للحزب الى عنوان آخر، تم الإعلان عنه أمس والكائن بإحدى أزقة حي حسان.

الغريب في الأمر هو أن حزب جبهة القوى الديمقراطية يعيش مؤخرا برأسين ، فبعد أن أصدرت محكمة الاستئناف بالرباط قرارها الاستئنافي النهائي القاضي بعدم شرعية طرد أعضاء الحركة التصحيحية و ببطلان القرارات التأديبية مع ترتيب الآثار القانونية .
فإن كل التغييرات وكل المبادرات وكل المطاردات التي قام بها بنعلي بعد أصبحت لاغية بعد صدور هذا القرار الاستئنافي الذي بترتيب آثاره فإنه يرجع أصحاب النزاع الى الوضعية التي كانوا عليه قبل صدور قرارات الطرد في حقهم ، بمعنى الرجوع الى مارس 2019 .
وهكذا فبعد الكلمة الفصل التي نطق بها القضاء عاد معارضو بنعلي الذين سبق لهم تنظيم مؤتمر استثنائي بالجديدة بتاريخ 16 يونيو 2019 (لم يطعن فيه بنعلي) الى تقديم الملف القانوني للمؤتمر الاستثنائي لدى مصالح وزارة الداخلية مقابل وصل. انتظر الأمين العام الجديد المصطفى لمفرك مرور أجل 60 يوما على إيداع الملف القانوني ليبدأ في ممارسة كافة أنشطته الحزبية السياسية والتنظيمية والبروتوكولية دشنها بتنظيم ندوة صحفية قبل أيام بمدينة سلا للإعلان عن هذه المستجدات، مؤكدا أن القيادة الشرعية لجبهة القوى الديمقراطية هي المنبثقة عن المؤتمر الوطني الاستثنائي المنظم بالجديدة وأن ما سواه لا علاقة له بواقع الحال.
وبذلك يكون المصطفى لمفرك قد أزاح المصطفى بنعلي من زعامة حزب التهامي الخياري، هذا الذي عرف تقلبات ومطبات كثيرة منذ أن تولى قيادته المصطفى بنعلي سواء بالنيابة أو بالأصالة.