إن العدوان الأمريكي على سوريا هو جزء من الحرب الصهيو – أمريكية المستمرة على أمّتنا منذ عقود في مخطط يستهدف الكرامة الوطنية والقومية وإرادة المقاومة في الأمّة.
إن هذا العدوان كما ما سبقه من حروب واعتداءات، هو عدوان على وطن وشعب وجيش، قبل أن يكون عدواناً على نظام أو قيادة، وهو ما كشفت عنه الحروب الأمريكية والأطلسية على العراق وليبيا وصولاً إلى اليمن، وبالتالي فأن من واجب كل القوى الحيّة في الأمّة، أياً تكن ملاحظاتها على ما يجري في سوريا، أن تتصدى لهذا العدوان ولداعميه والمتواطئين معه، وتقف صفاً واحداً في خندق الدفاع عن سوريا…
وهذا العدوان ليس فقط انتهاكاً لسيادة بلد عربي مستقل، بل هو اعتداء على الأمن القومي العربي باسره، كما أنه انتهاك صريح لميثاق جامعة الدول العربية ومادته الثامنة التي تعتبر أن العدوان على أي بلد عربي هو عدوان على الأمّة العربية بأسرها، كما هو تهديد خطير للأمن والسلم الدوليين الذين قامت منظمة الأمم المتحدة من أجل حمايته ورعايته.
ولا يمكن أن نفصل هذا العدوان عن المحاولات المحمومة الجارية لتصفية القضية الفلسطينية ولإطلاق “المصالحة التاريخية” مع العدو الصهيوني، وتعطيل أي مصالحة بين أقطار الأمّة وداخلها، وبينها وبين دول الجوار العربي.
لقد علمتنا تجاربنا مع الحروب المستمرة على أمّتنا أن الأعداء لا يعوزهم اختلاق الذرائع أو استخدامها لتبرير هذه الحروب والاعتداءات، ولا تختلف مبررات واشنطن في عدوانها على سوريا اليوم، عن مبرراتها في حروبها السابقة على أقطار عزيزة ورئيسية في أمّتنا، بل لتبرر حروب حليفها الصهيوني وحلفائها الآخرون.
إننا في المؤتمرات العربية الثلاث (المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي – الإسلامي، والمؤتمر العام للأحزاب العربية)، إذ ندين بشدّة هذا العدوان، ونعتبره عدواناً على الأمّة وقوى التحرر في العالم، وندعو كل الأحزاب والهيئات النقابية ووسائل الإعلام إلى إطلاق أوسع حملة لإدانة العدوان والتضامن مع سوريا، كما ندعو إلى إغلاق كل ثغرة ينفذ منها العدو الصهيو – أمريكي من أجل الإمعان في مخطط تمزيق مجتمعاتنا وتدمير جيوشنا، وتحطيم دولنا وبنانا ومرافقنا، ومصادرة القوة في أوطاننا.
المؤتمر العام للأحزاب العربية. المؤتمر القومي الاسلامي. المؤتمر القومي العربي