بين مؤلفي “كنت إسلاميا” و “ذئاب ملتحية” أية عبرة ؟

بين الفينة و الفينة يلجأ المرء إلى تقييم تجاربه الحياتية إما لجرد خلاصات ذاتية يستعين بها على مواكبة مساره الحياتي، و إما لاستثمارها وصياغتها في قالب توجيهات ونصائح يجود بها على عامة الناس لتعميم الفائدة.

هذا ما يستنتج من خلال تقييم كل من عمر العمري و لحسن كرام اللذان آثرا على ما يبدو وضع تجربتهما في كنف حركة الإصلاح والتنمية سابقا تحت المجهر و تعميم الخلاصات خلال اللقاء الذي نظم بالرباط أمس الأربعاء .

 ففي تقديمه لكتابه “كنت إسلاميا” شدد العمري أن طبيعة التدين في المغرب له مسحة صوفية صرفة و أن مصطلح “إسلامي” هو دخيل على الثقافة الدينية المغربية، و أن مفهوم الحركات الاسلامية ماهو سوى موجة راق للبعض الركوب عليها لتحقيق مآربه السياسية في استغلال سافر للمشاعر الدينية لدى المغاربة كما هو حال حزب الحكومة الحالية على حد تعبيره، مشيرا أنه كان لقمة سائغة وهو يمارس مهام الصحافة كرئيس تحرير لجريدة التجديد بحيث سخره بنكيران آنذاك للرد على كل ما لا يتحمله ولا يعجبه من مقالات بعض الجرائد المعارضة لتوجهاته

 

من جهته لحسن كرام صاحب مؤلف “ذئاب ملتحية ” لفت الانتباه إلى ما أسماه المؤامرة الكبرى التي تحاك ضد المغرب على يد الحركات الاسلامية وتجار الدين، متهما قيادات حزب العدالة والتنمية بقرصنة حزب الحركة الدستورية الديمقراطية وتغيير اسمه و استعمال قفازاته بأيادي سياسية. متهما رئيس الحكومة بالاحتيال السياسي للاستحواذ على الدولة وفق ما أسماه بوصلة التوحيد و الإصلاح التي تركز اشتغالها على الأحياء و الأزقة لتعبيد الطريق نحو السيطرة على أصوات الناخبين.

ومهما يكن الهدف وتكن الخلفيات من مثل هكدا تقييمات وخلاصات من حيث المصر والزمان، يبقى الأساس هو التساؤل عن طبيعة العبر المستقاة…