منذ سنوات خلت وفرعية أولاد بوعسول التابعة لمجموعة مدارس النصر بتافرانت تتعرض لما يشبه (الذوبان) فقد بنيت أولا على غير هدى من الله، إذ كان بناؤها مجرد حيطان بائسة وسقفها أوهن من سقف بيت العنكبوت، وظل المعلمون والمعلمات الذي يشتغلون بها يرددون الدعوات في كل مرة دخلوها سائلين الله ألا تسقط عليهم وعلى تلاميذهم وتلميذاتهم.
وهي من الداخل أقرب لمرحاض، “دون أن تتوفر على مرحاض” حقيقي، وبالتأكيد فهي لا تشبه المدارس أبدا، وبالرغم من ذلك ظلت (البناية) المتهالكة صامدة وسط إعصار الحياة، ومع ذلك قاوم المعلمون والمعلمات صعوبة العمل بها.. وقبل ثلاثة أسابيع من الٱن تأكدت مديرية التعليم بتاونات أن بنايتها هذه التي “سمتها” مدرسة، لم تعد صالحة حتى لإيواء الدجاج، وذلك بالرغم من المراسلات العديدة التي كانت تتلقاها من إدارة مجموعة مدارس النصر بتافرانت دون أن تجد هذه الرسائل والمذكرات صدى لها في ٱذان المسؤولين بمديرية تعليم تاونات..
فقط مؤخرا.. تذكرت المديرية أن هناك (مدرسة) تابعة لسلطاتها تدعى “فرعية أولاد بوعسول” لكن ماذا فعلت؟
أية إجراءات قامت بها المديرية الإقليمية للتعليم بتاونات ومعها (وزارة الرباط) مرورا بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس؟
هؤلاء جميعا قرروا الٱتي:
أولا: إخلاء المدرسة (عفوا المرحاض) من المتمدرسين والمتمدرسات، والمعلمين والمعلمات.. لأجل غير مسمى.
ثانيا: لم تفكر هذه الجهات المشرفة على التعليم ببلادنا بإيجاد حل سريع للتلاميذ الذين أصبحوا رسميا في عداد التلاميذ المعطلين عن الدراسة.
ثالثا: فكرت تلك الجهات وقدرت.. ثم تواضعت فأرسلت (لجنة) للمدرسة للوقوف على ماساتها وإنجاز تقرير وتقديمه لها، و(موت ياحمار).
رابعا: أما القرار الأسوأ فكان عبارة عن التفكير (وياليتهم ما فكروا) في استئجار شقة مجاورة للمدرسة المعلومة، وليس الإشكال في التأجير بل تمثلت الكارثة في أن من سيؤدي هذا الإيجار هم ٱباء وأمهات وأولياء التلاميذ والتلميذات !
وعلى هؤلاء أن ينتظروا قرنا بكامله كي تنجز مكاتب الدراسات تقاريرها، ثم تبعث .. ثم تنتظر قرنا ٱخر من الزمن.. لتتم إحالة هذه الدراسات على كافة الجهات من الجن والشياطين والإنس، ثم بعد ذلك يتم الإعلان عن إجراء مناقصة بين المقاولين والمقاولات.. وبعد ذلك (شخبط لخبط) ثم ينتظر الناس متى يتم الشروع في بناء هذه المدرسة العجيبة التي ذنبها الوحيد أنها بنيت بجانب مقبرة قديمة، ولذلك فإنني أراهم يريدون قتل هذه المدرسة نهائيا وإلحاقها بعالم الأموات الأبدي.. ثم يترحمون عليها (يقتلون القتيل ويمشون في جنازته) وهذا ما أتوقعه وأرجو ان يكون ظني سيئا.
ومن هذه اللحظة إلى ما شاء الله من الأعوام، على الٱباء الفقراء والأمهات الفقيرات جدا، أن يدفعوا ثمن إيجار حجرة طيلة سنوات قادمة، إذا رغبوا فعلا في متابعة أبنائهم وبناتهم للدراسة.. وأية دراسة!..
إنني أتساءل عن الجهة التي ستتكفل بتجميع النقود من ٱباء وأمهات وأولياء التلاميذ؟ وإذا لم يدفعوا فماذا سيكون مصير ابنائهم ؟
ودعونا نتفرج على البرامج التلفزيونية الحكومية المعتوهة التي تتبجح بتوفير التعليم في العالم القروي في ظروف جيدة، لكي يسوقوا للعالم أن لنا فعلا حكومة – راشدة – ولنا أحزاب – ديموقراطية – ولنا منتخبون ومنتخبات من الطراز الرفيع!
مدرسة أولاد بعسول هذه ما هي إلا القشة التي ستقصم ظهر الحكومة، لأن لدينا في منطقة جبالة مدارس أخرى أسوأ منها..
إنني شخصيا أنتظر من أولئك الذين يصمون ٱذاننا خلال الحملات الانتخابية بالأكاذيب والوعود الجوفاء علما ولا أن برلماني واحد من دائرة القرية/ غفساي أدرج ضمن أكاذيبه الانتخابية مسألة التعليم !
ولا رئيس جماعة واحد فعلها أيضا ولا أي منتخب أو منتخبة على الإطلاق.. وأعلن التحدي..
إنني أنتظر من السادة:
قشيبل/ الطاهري/ حجيرة. أن يجرؤوا مرة واحدة بحياتهم فيعلنون النفير من أجل هذه المدرسة وسواها
وأن يجتمعوا ثلاثة لكي يضغطوا على معالي السيد وزير التربية والتعليم الأولي والرياضة كي يعجل بحل المشكل، وأن يتم في الوقت الراهن على الأقل إعفاء الأسر الفقيرة من أداء (غرامات) مقابل تمدرس أبنائهم.. أو على الأقل يتكلفون هم بتسديد هذه الغرامات التي فرضت على قوم كانوا ينتظرون المطر فإذا بفاجعة المدرسة تزيدهم أزمة في أزمة على أزمة..
كذبوني على الأقل مرة واحدة في حياتكم وقولوا للناس حسنا.. قولوا لهم بأن كاتب هذا المقال مجرد كذاب وها نحن جئنا لإنقاذكم..
أرجو أن تكذبوا حماقاتي..
سلام للمعلمين والمعلمات الذين صمدوا طيلة سنوات تحت (قصف) كان متوقعا في كل لحظة.
سلام للتلاميذ والتلميذات الذين نجو من موت محقق بأعجوبة..
سلام للٱباء والأمهات والأولياء الذين يحاولون الصمود من أجل تمدرس ابنائهم وبناتهم..
وسلام علي أنا يوم أموت فينتهي شغبي وإزعاجي للذين يرون أنني مجرد شخص مقلق.
(*) ملاحظة هامة:
أتعمد تسمية قيادة تافرانت بدل جماعة تافرانت..
لأن القيادة موجودة، وأي قائد بها يمارس سلطته على الناس.. بينما لا توجد عندنا جماعة على الإطلاق.