حزب الوردة يعقد دورته ويشيد بإنجازات المنتخب الوطني

عقد المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في بحر الاسبوع الجاري اجتماعه الدوري، الذي رافقته مشاعر الفخر والاعتزاز بما أنجزه أسود الأطلس في نهائيات كأس العالم 2022 المنعقدة بالشقيقة قطر.
والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بكل مكوناته يتقدم بتهنئة خاصة لقائد البلاد جلالة الملك حفظه الله على هذا الإنجاز الوطني الكبير، كما يقف وقفة إكبار لكل الأبطال المساهمين في هذا الإنجاز غير المسبوق في تاريخ الأمم والشعوب الإفريقية و العربية، وهي انتصارات تتجاوز البعد الرياضي على أهميته، لتدل على قدرة شعوب ودول الجنوب على مقارعة الكبار، وعلى تجسير الهوة متى توفرت الإرادة والإمكانيات والرؤية، خصوصا في وجود رأسمال بشري غني ومؤهل.
لقد صنع المنتخب الوطني لكرة القدم ملحمة بطولية، تتضمن قيما سامية، ما أحوجنا إليها في كل المجالات الأخرى من أجل رقي ورفعة الوطن، وهي قيم تختزل أخلاق التضامن والإخلاص وحب الوطن والرغبة في الانتصار والثقة في النفس، والمؤدية بالضرورة إلى احترام الذات والتعامل بندية مع الآخر دون انتقاص أو انبهار به.
والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يجدد شكره الكبير لكل عناصر المنتخب المغربي، وعلى رأسها المدرب الوطني القدير السيد وليد الركراكي الذي أثبت علو كعب الأطر الوطنية التي لا تقل عن تلك الأجنبية التي لم تحقق ما حققه الإطار الوطني ، ولكل اللاعبين الذين لن نبالغ إذا اعتبرنا ما قاموا به استئنافا وتجديدا لسير الأبطال المغاربة في مختلف المجالات، الذين يستحقون أن تدرس مساراتهم الرياضية باعتبارها نماذج للاقتداء وعبرا للنجاح الفردي والجماعي، و كذا  للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم و رئيسها السيد فوزي لقجع على صناعة نموذج متفرد في التدبير و الحكامة و الفعالية و التي  ما فتئنا نقطف ثمارها على كل المستويات و أهمها ما تحققه بلادنا من طفرات أساسية في كرة القدم داخل القاعة و الكرة النسوية و في مجال التأطير الرياضي على مستوى أكاديمية محمد السادس…محيين كذلك كل  جنود الخفاء الدين وفروا كل السبل المعينة على الانتصار والمذللة للصعوبات والمخففة من العناء.

إن ما تم تحقيقه، وجب أن نستخلص منه العبر والدروس الدالة، ومن ذلك ضرورة الاهتمام بباقي الأنواع الرياضية،  وأن يطال كذلك  الاهتمام الرياضة المدرسية، والرياضات النسوية، والاهتمام من طرف الحكومة والمجالس الترابية بالبنيات الرياضية، وخصوصا تلك التي تضطلع بوظيفة التكوين والتنشئة.
وبالمناسبة، فإن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يحيي مغاربة العالم الذين كانوا حاضرين بمونديال قطر، سواء كعناصر أساسية من المنتخب الوطني، أو كمشجعين في مدرجات الملاعب، وتدعو إلى تفعيل التوجيهات الملكية بخصوص الاهتمام بقضاياهم، وبناء جسور التواصل مع الكفاءات المغربية بالخارج للاستفادة منها فيما يخدم المصلحة الوطنية.

ووقف المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على المشاركة المتميزة والمثمرة للحزب في المؤتمر الأخير للأممية الاشتراكية الذي انعقد بالجارة الشمالية “إسبانيا”، وهي مشاركة تعكس وعي الجزب بأهمية الدبلوماسية الموازية، وكذا تعكس قوة حضوره ومتانة علاقاته الخارجية التي تترجم الاحترام الذي يحظى به الحزب في المنتديات الحزبية الدولية، وخصوصا ذات المرجعية الاشتراكية الديموقراطية.
ويعتبر المكتب السياسي أن نجاح الحزب في الحصول على مقعد نائبة الرئيس في الجهاز التنفيذي الأول لمنظمة الأممية الاشتراكية ممثلا لقارتنا الإفريقية، ومساهمته المقدرة في التصويت لصالح صديق المغرب السيد بيدرو سانشيز رئيس وزراء المملكة الإسبانية رئيسا للمنظمة، هو دليل على الموقع الدي يحتله الحزب ضمن منظومة الأحزاب الاشتراكية الإفريقية مما مكنه من محاصرة الصوت الانفصالي الذي تزداد عزلته داخل المنظمة دورة بعد أخرى، وكذا دليل على مكانته الاعتبارية وسط مختلف الطيف الاشتراكي الديموقراطي، مما أهله للدفاع عن المصالح الوطنية، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية.

وبمناسبة قرب انعقاد مؤتمر الفيديرالية الديموقراطية للشغل، فإن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يعلن عن دعمه اللامشروط  لهذه المحطة التنظيمية النقابية، ويدعو كل الاتحاديات والاتحاديين إلى الالتفاف حول هذه المنظمة النقابية التي نعتبرها الامتداد النوعي للحركة النقابية الديموقراطية والوطنية، ويؤكد الاتحاد الاشتراكي على دورها المحوري في هذه المرحلة من تاريخ بلادنا وحزبنا، حيث نخوض صراعا من أجل تنزيل التزامات النموذج التنموي الجديد الذي يصبو إلى الانتقال نحو الدولة الاجتماعية، التي تعني أولوية العدالة الاجتماعية والمجالية، والتي هي من صلب المشروع الاتحادي في صيغتيه الأصلية والمتجددة.

كما يحيي المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي الديناميات الإشعاعية والتنظيمية والترافعية التي تعرفها بعض منظمات الحزب الموازية، التي جددت هياكلها وعقدت مؤتمراتها الوطنية مؤخرا، من مثل منظمة النساء الاتحاديات والشبية الاتحادية، وبالمناسبة فإن الحزب يعلن دعمه الكامل للسيرورة الترافعية لنساء الحزب الذين يتصدرون حاليا مشهد الفعل النسائي في معركتي تحيين وتجديد مدونة الأسرة، ومكافحة العنف ضد النساؤ، خصوصا العنف الرقمي.
ويدعو المكتب السياسي كافة الهياكل التنظيمية المحلية والجهوية، والقطاعات الموازية إلى الاستعداد لجعل سنة 2023 سنة تجديد الهياكل المحلية وعقد المؤتمرات الاقليمية ، من أجل تنزيل باقي توصيات المؤتمر الأخير للحزب بنفس جديد ومتجدد.
ويخبر المكتب السياسي كافة عضوات وأعضاء المجلس الوطني بانعقاد دورة المجلس الوطني المقبلة في الأسبوع الأخير من شهر يناير 2023، ويدعو إلى إيلاء هذه المحطة التنظيمية ما تستحقه من اهتمام.