حقيقة “سانجيطا” التي أضرت بالزرع والضرع والنحل في المغرب

طردها الفرنسيون ورحبت بها "سوناكوس" وعجز أمامها مكتب ONSA

سانجينطاشركة عالمية لبيع المبيدات والأدوية الفلاحية، لها فروع في عدد من البلدان دخلت الى المغرب بترخيص من وزير الفلاحة السابق أخنوش. وتتعامل بشكل مريبمع الشركة الوطنية لتسويق البذور SONACOS، وتبيع منتجات مشبوهة وسامة ومع ذلك، لا يحرك المكتب الوطني للسلامة الصحيةاونساساكنا ضدها

تتعامل الشركة الوطنية لتسويق البذور SONACOS، مع الشركة الوافدة “سانجينطا” بأفضلية لا تراعي القانون في مجال المنافسة وإعلانات العروض الجاري بها العمل. كيف؟

بمجرد دخول “ساتنجينطا”، قبل حوالي خمس سنوات الى المغرب، ألغت SONACOS التعامل مع الشركات الوطنية لبيع المبيدات دون سابق إخبار، واعتمدت فقط مبيدات شركة “سانجينطا”، وليس غيرها.

توصلت SONACOS برسائل من شركات منافسة تطلب تفسيرات على الأقل للقطع معها دون مبرر، لكنها لم تتلق أي جواب في الموضوع.

هذه الشركة الوافدة في ظروف خاصة، تختفي في جلباب الجنسية السويسرية (…)، في حين أن هويتها الحقيقية، عاثت فسادا في فرنسا.

كتبت الصحافة  الفرنسية عنها، بأنها خلفت خسائر كبيرة للفلاحة في مناطق كثيرة في هذا البلد الأروبي. ومن ذلك أنها تخلصت في ظرف 3 سنوات، ما بين 1999، 2002، من حوالي 922 طن من البذور الفاسدة، ببيعها لأحد عملائها، أي بمعدل 311 طن كل سنة!
ولما حاصر الفلاحون وجمعيات المجتمع المدني ومربو النحل وعموم المتضررين بيئياً هذه الشركة أمام القضاء الفرنسي في باريس، اضطرت للجلاء بسرعة، كما لو أنها تبخرت بعبارة صحيفة لوموند عدد 19 أكتوبر 2016. وتم الحكم عليها بدفع حوالي مليار سنتيم. ولكنها لم تدفع المبلغ لفائدة الخزينة الفرنسية، مما جعل لوموند الفرنسية تعنون تقريرها هكذا: (بذور فاسدة: مناورات سانجينطا للتهرب من العدالة).

في هذه الظروف، وجدت “سانجينطا” الجو ملائما لها للدخول الى المغرب، بهذا السجل الأسود قانونيا وإعلاميا، وظلت تعيث فسادا في البلد، منذ كان أخنوش يتحمل حقيبة وزارة الفلاحة. تزامن وجود “سانجينطا” مع القضاء النهائي على الصبار بالمغرب بفعل انتشار ما يسمى بالحشرة القرمزية.

يذكر أن المغرب كان أول مصدر لفاكهة الصبار في العالم، قبل موت الصبار من جذوره. كما اشتكى مربو النحل بالمغرب من فقدان حظائر النحل إما بالنصف أو بالكامل في العامين الأخيرين. وهو ما حصل في فرنسا عندما كانت “سانجينطا” تسوق مبيداتها هناك.

دخلت سانجينطا الى المغرب من باب الاتجار والاستثمار الفلاحي في قطاع المبيدات وصيانة البذور وتطوير المحاصيل الزراعية ووجدت شريكاً، يدب فيه الفساد الإداري والمالي وبات موضوع زيارات وتقارير الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، فارتمت في أحضانه: الشريك هو شركة “سوناكوس” المغربية المؤتمنة على حبوب القمح والشعير والقطاني بالمغرب.

كيف فضلت “سوناكوس” التعامل مع “ساانجينطا” رغم كل هذه الشبهات التي تحوم حولها؟  وكيف خرقت إدارة “سوناكوس“ قوانين وظهائر شريفة، تحمي المغاربة من آفات التسمم وأمراض السرطان التي تسببها مبيدات تبيعها شركة “سانجيطا مثل      SPECTOR
توثقت العلاقة بين إدارة فرع “سانجينطا” بالمغرب مع إدارة “سوناكوس” واتخذت شكلا آخر عنوانه تبادل المصالح العائلية، ذلك أن مدير “سوناكوس” السابق (ك.غ) والمعتقل على ذمة الفساد وظّف بنت مدير “سانجينطا” مهندسة فلاحية في سوناكوس، فما هو المقابل، إن بم يكن هو تمرير صفقات مشبوهة لفائدة الأطراف كلها على حساب صحة وسلامة المستهلكين المغاربة.

أين مسؤولية المكتب الوطني للسلامة الصحية ONSA؟ يبدو أن “سانجينطا” كسبت الساحة بضربة مروحة سحرية.

ظل مكتب  ONSAيعطي الاطمئنان من خلال تدخلاته في عدد من القضايا ذات الصلة بصحة المستهلكين، خلال سنوات مضت، سواء تعلق الأمر بآضاحي العيد، او جزر بعض الشركات التي تخالف قوانين السلامة الصحية، لكنه مكتب السلامة الصحية سيسقط عنه هذا القناع دفعة واحدة وأمام الجمهور، عندما عجز عن تحريك ساكن ضد الدخيلة “سانجينطا”.

قامت “سانجينطا” بمخالفة تستوجب سحب الترخيص منها إسوة بباقي الشركات المخالفة. بل إن من الشركات الوطنية التي عاقبها مكتب  ONSAمن ارتكبت خطاً بسيطاً (انظر لائحة الشركات التي تمت معاقبتها)، في حين أن الدخيلة “سانجينطا” تم ضبطها متلبسة بتجديد تواريخ استهلاك مبيدات منتهية الصلاحية.

في مثل هذه الحالة، ينزل قرار التوقيف أو سحب الرخصة بسرعة، وبلهجة شديدة في حق الشركات المغربية بينما في هازلة تمديد استعمال مبيدات منتهية الصلاحية بل ومشبوهة تركيبتها الكيماوية ظهر عجز مكتب  ONSAويظهر هذا الخذلان من لغة المراسلة الموجهة لـ”سانجينطا”. (إقرأ نص الرسالة)