رفض أممي عالمي لقرار ترامب

على ما يبدو  لم يكن ليتوقع الرئيس الأمريكي أن يتمخض عن دورة الأمم المتحدة هكذا عدد من المعارضين لقراره المتعلق باعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل وعزمه على نقل سفارة بلده إليها، بحيث صوت ضد هذا القرار 128دولة عضو في هيأة الامم المتحدة بالرغم من تهديدات ترامب للدول التي ستصوت ضده بعقوبات مالية و لجوء إسرائيل إلى تحريك جميع لوبياتها في العالم للتأثير على خيارات الدول لكن عبثا يحاولون فقد أظهرت نتائج التصويت أن المنتظم الدولي في غالبية مكوناته ضد القرار الأحادي المتسرع الذي اتخده ترامب مما فرض عليه عزلة عالمية لم يشهدها أي رئيس أمريكي سابق.

وبالرغم من كون قرارات الأمم المتحدة غير ملزمة، اعتبرها الفلسطينيون نصرا كبيرا لعدالة قضيتهم و أن أغلب دول العالم مع ترك القدس على حالها إلى حين مفاوضات الحل النهائي و التي كان العرب قد حددوا معالمها فيما سمي حينها بالمبادرة العربية و التي قضت بدولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية وهي المبادرة التي استهجنتها اسرائيل ووصفتها بأنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به.

ويرى بعض المتتبعين لخبايا الصراع في الشرق الأوسط أن قرار ترامب المتعلق بالقدس جاء ردة فعل غير مدروسة ضد انتصار محور روسيا في سوريا و العراق و اندحار مشروع الشرق الأوسط الجديد بما يفيد العزم على تنغيص فرحة الانتصار على ذلك المحور و كذلك محاولة من ترامب لفت الانتباه إلى أمريكا وقدرتها على صياغة قرارات من شأنها تحريك العالم بأسره. لكن ربما ما لم تقدر أمريكا و إسرائيل نتائجه هو هذا العزم الكبير الذي أبان عليه الشعب الفلسطيني في الدفاع عن القدس و رفض قرار ترامب إذ المتداول في الأوساط الامريكية و الاسرائيلية أن عمر الاحتجاجات لن يتعدى الاسبوع الواحد غير أن الواقع لحد الساعة يثبت خلاف ذلك …