لعل الزيارة التي قام بها الوفد الجزائري لسوريا والتقائه بالرئيس السوري بشار الأسد تدخل في إطار دعم معنوي لسوريا وهي التي تخوض حربا لم يسبق لها مثيلا في التاريخ ضد جيش عرمرم من المرتزقة الوافدين عليها من كل بقاع العالم.
واللافت في زيارة الوفد الجزائري هي الهدية المعبرة التي أهداها للرئيس السوري وهي المتعلقة بصورة الزعيم الجزائري الأمير عبد القادر وهو الذي كان معروفا بمواقفه الثابتة ضد الاستعمار وفاضحا لسياسته التوسعية والاستغلالية. و كأن حال الزائرين لقلعة الشام يعبرون بهكذا هدية عن تضامنهم مع سوريا في محنتها التي تقف وراءها عدة قوى أجنبية في مقدمتها إسرائيل.
يذكر أن الأزمة السورية في سنتها الخامسة وقد أتت على الأخضر واليابس واستهدفت البنى التحتية للبلاد بعدما اتخد الصراع هناك طابع الشخصانية عندما تم الرهان على تصفية نظام الأسد بأي ثمن كان تحت شعار ثورة الشعب السوري سعيا وراء الديمقراطية والحقوق وهو ما تبين مع مرور الزمن أنه كذب وبهتان ليتضح أن هدف الغرب بقيادة أمريكا و إسرائيل هو تفتيت البلاد وتقسيمها بما من شأنه أن يضمن أمن إسرائيل وتفوقها العسكري في منطقة الشرق الأوسط.
من ناحية أخري تبين للغرب صعوبة أو استحالة التخلص من نظام الأسد المدعوم إيرانيا وروسيا ومن دول البليكس لذلك راح يلين خطابه وكان اخره تصريح وزير الخارجية البريطانية الذي أكد إمكانية التعامل مع بشار الأسد في الخروج بحل للوضع السوري المتأزم.